• slider
  • slider
  • slider
  • slider


  • تحليل النص المسرحي : الكنز



    الكنز
    توفيق الحكيم
           ساهمت عدة عوامل تاريخية وسياسية واجتماعية وثقافية التي كانت خلف تطور الأدب بشكل عام والأدب بشكل خاص ومنها حملة نابليون على مصر التي دامت ثلاث سنوات حيث استقدمت معها المطبعة التي كان لها تأثير ايجابي على حركة تأليف والإبداع والصحافة والنشر وكذا الاستبداد العثماني والقضية الفلسطينية 1948 حيث أثمرت ثلاث أجناس أدبية وهي المقالة القصة والمسرح، وهذا الأخير الذي نحن بصدد دراسته وهو فن من الفنون النثرية تعتمد على قصة تعالج فكرة معينة ويعبر عنها الممثلون بحوارهم وتصرفاتهم وحركاتهم على خشبة المسرج وهو فن قديم سمي بأب الفنون، حيث ظهر في اليونان وتميز بالتراجيديا والكوميديا والبؤس إلى أن تطور في القرن 19 ومن أهم رواده توفيق الحكيم والطيب الصديقي والطيب العلج وفرحان بلبل ومن خصائصه الحوار، الصراع الدرامي.. الأحداث والوقائع، الرهان، الحبكة، السينوغرافيا، الهدف الأعلى .. والتي من ضمنها تدرس النص المسرحي الكنز للكاتب المسرحي توفيق الحكيم والذي سنتناول بالتحليل الأسئلة الآتية:
    1.    ما طبيعة المتن الحكائي؟
    2.    ما طبيعة المبنى الحكائي؟
    3.    ما طبيعة الأنساق والقيم الفكرية؟
    4.    ما مدى تمثيلية النص لجنس المسرح؟
    يتم تحليلنا للنص من خلال دراسة الوقائع والأحداث ومن خلال وضعية البداية، الوسط، النهاية وكذا العنصر المخل وعنصر الانفراج. أما وضعية البداية فهي وضعية الأولية التي تقدم فيها العناصر والأخبار والمعطيات الأساسية في النص السردي وقد تكون متعلقة بالزمان والأحداث والشخصيات ونوعها دينامية لأنها أقحمت القارئ مباشرة في صلب الموضوع التي تتمثل في زيارة الخطيب لإحدى الأسر ويمثل مشهدا اجتماعيا لمناقشة موضوع الخطبة أما وضعية الوسط وهي التي تشكل المساحة الكبيرة في النص ونقصد بها مجموعة الأحداث والشخصيات المتفاعلة والمتضاربة داخل النص المحكي وتبدأ في المقابلة والترحيب والذي رحب به الأبوين والكلام الطيب والمدح الذي كانا يمدحان به أبتاهما وهما مبديان أيادي الموافقة على هذا المطلب بينها البنت ذرية انسحبت من المجلس مبدية لأبويها بأنه سيدخلها جنة مفروشة من الأوراق المالية وهي بهذا التصرف تبين للخطيب عدم رغبتها به، وهكذا تظهر شخصية مراد الساحر المحتال مدعيا أنه في المنزل كنزا مخبأ يقدر بأموال طائلة مما جعل الأب يسرع في إدخاله وضيافته في البيت دون السؤال عنه لإخراج الكنز إلا أن مراد استطاع مواجهة هذه الحالة بالانفراد بدرية والحوار الذي دار بينهما لكشفه عن الحقيقة لها بأنه احتال على أبويها لانتهاز الفرصة والوصول إليها. ومحاولة إقناعها بأنها هي الكنز الحقيقي في هذا البيت، أما وضعية النهاية ويقصد مالآت النص السردي ومسائر الأحداث والوقائع أو القوى الفاعلة وهي خاتمة النص السردي وتتمثل في نجاح وبراعة مراد بإقناع الوالدين بأن الكنز الحقيقي في البيت هو درية وليست بالضروري للكنز أن يكون ماديا ونوعها نهاية سعيدة. أما العنصر المخل وهو العقدة وتتمثل في دخول مراد التي زعزعت مسار الأحداث أما عنصر الانفراج وهو الحل ومرتبط بالعقدة وهو العنصر الذي يعيد للأحداث توازنها وهو يتمثل في إقناع ذرية والأبوين بالمعنى الحقيقي للكنز أما الحبكة تتميز خاصية الخطية الزمنية وعدم تكسيرها سواء بالاسترجاع أو بالاستشراف حيث بدأت الأحداث المسرحية بدخول الخطيب للبيت ودخول مراد للبيت ثم خروج الخطيب، أما بخصوص رهان المسرحية فهي تراهن على تصحيح مفهوم الكنز خصوصا عندما يرتبط بمشروع الزواج وأيضا إبراز المفهوم المادي، والروحي والأخلاقي للكنز أما بخصوص القوى الفاعلة في النص السردي الآدمية والغير الآدمية شخصية الأب الطماع الأم الحنونة الخطيب المتكبر المتعجرف، مراد الماكر المحتال الذكي، الأم الحنونة المسالمة المطيعة، درية الفتاة الطيبة التي تتميز بأخلاق عالية أما القوى الفاعلة الغير آدمية تتمثل في البيت الذي يوجد فيه الكنز الفنجان الرابع للشاي، المنديل، الباب، الحجرة، الجواهر، خمسة وخمسين قراطا ومن خلال العلاقات بين القوى الفاعلة بخلفية النموذج العاملي والذي يتمثل في علاقة الأب والأم وعنوانها علاقة زواج. علاقة مراد ودرية وعنوانها علاقة محبة، علاقة درية والخطيب عنوانها علاقة المصلحة، أما العامل ويقصد به كل الأدوار والوظائف التي يقوم بها القوى الفاعلة (الممثلون) وتساعد في سيرورة وتنامي الأحداث ويقتضي النموذج العاملي على ست عوامل وثلاث علاقات : عامل الذات الذي يتمثل في مراد، عامل الموضوع الذي يتمثل في الزواج بدرية والعلاقة بينهما علاقة وصل ورغبة، والعامل المرسل الإرادة والمحبة والعامل المرسل إليه المغامرة والدهاء والعلاقة بينهما علاقة إرسال، والعامل المساعد درية والأم ومراد والعامل المعارض والذي يتمثل في الأب والخطيب والعلاقة بينهما علاقة صراع. العامل الذات الخطيب والعامل الموضوع الزواج بدرية والعلاقة بينهما علاقة وصل ورغبة والعامل المرسل الإرادة والكبرياء والعامل المرسل إليه حب الامتلاك والعلاقة بينهما علاقة إرسال والعامل المساعد الأب والمال والخطيب والعامل المعارض الأم مراد والدرية والعلاقة بينهما علاقة صراع أما بخصوص دراسة البنية العاملية والتي تتمثل في ثلاث بنى البنية العاملية الأولى هي بنية تعدد الرغبات وهي مرتبطة بوضعية البداية وتتمثل في رغبة الخطيب بالزواج بدية ورغبة الأب في الحصول على الكنز والبنية العاملية الثانية وهي بنية صراع الرغبات التي تتمثل في الخطيب وصراعه مع مراد. والأب وصراعه مع البنت أما بخصوص بنية تفسخ الرغبات تتمثل في عدم تحقيق رغبة الخطيب بزواجه من درية، تحقق رغبة مراد. أما بخصوص الفضاء الذي ينقسم إلى قسمين زمن حقيقي الذي يتمثل في منذ أسابيع، ساعة، فلنطرق مباشرة الموضوع الآن، العصر الحديث أما الزمان الرمزي يتمثل في ذهبت تحضر منديلها ولم تعد والمكان الذي ينقسم بدوره إلى قسمين المكان الحقيقي ويتمثل في المنزل المعقد الكبير، الشرفة ... ثم المكان الرمزي النفسي الذي يتمثل في لحظة وقوف مراد أمام الأب في المنزل بينما كان يدب المؤامرة التي سيصل إليها بإقناعه بمكان الكنز. أما بخصوص الخصائص الفنية (المبنى الحكائي) والذي يتمثل في دراسة اللغة السردية استخدم الكاتب اللغة العربية الفصحى : ماذا جرى لها ؟ وكما طرأ على النص لغة التهجين حيث استخدم الكاتب اللغة العامية : أبو العزبك. كما وظف الكاتب خاصية الوصف التي تتميز بوصف الخطيب حالة فنجان الشاي الخاص بالآنسة الدرية والحوار الذي دار بين الخطيب ومراد ووصف حالة الغضب كما وصف الكاتب البيت وشخصية مراد بالتعريف عن عمل مراد. أما بخصوص السرد الذي يتمثل في خاصية الخطية الزمنية حيث جاءت الأحداث متسلسلة وخاصية الاسترجاع التي تتمثل في اعتراف مراد للدرية وتدبره رؤيته لها على الشرفة. أما بخصوص الحوار وهو متعدد خارجي والذي يتمثل في الحوار الذي دار بين الخطيب ومراد والأب. أما الرؤية السردية مع لتوفرها على العناصر الآتية : المعرفة والمشاركة والعلم أما الصراع الدرامي نجد في الصراع بين مراد والخطيب حول الدرية والدافع إلى ذلك الزواج بها الذي يرغب فيها كل منهما وقد استعان كل واحد منه بوسيلة خاصة من أجل تحقيق هذه الغاية وهذا الهدف الخطيب الذي سيوفر لها كل طلباتها ومراد الذي سيملأ عليها حياتها بالمحبة حيث اقتنعت درية بكلام مراد وفاز هو بها وخسر الخطيب أما ما يخص الهدف الأعلى فهي تتمثل في قيمة الإنسان في أبعادها المادية والمعنوية خصوصا عندما يتعلق الأمر بمشروع الزواج واختلاف وجهات النظر من قبل الأسرة الأب الأم ..الخطيب والخطيبة.
    أما السينوغرافيا وهي الإشارات المسرحية المستخرجة في النص المصاحبة والتوصيفات التقدمية أو البنية التي تتمثل في الخطيب الساخر من كلام مراد الذي خرج غاضبا غير مصدق لكلامه بسبب تعجرفه وكبريائه بالمقابل محاولة إقناع مراد باعتماده على أساليب الفكر والمغامرة أما بخصوص القيم والأنساق الفكرية الذي يتمثل بمفهوم معنى الكنز الحقيقي القائم على الأخلاق والكرامة والتواضع وليس المال والمجوهرات وخاصة عندما يتعلق الأمر بمشروع بناء الأسرة عن طريق الزواج.

    إن مسرحية الكنز لتوفيق الحكيم تمثل الجنس المسرحي لتوفرها على مجموعة من الخصائص الأحداث والوقائع لحظة جلوس الخطيب مع والدي درية لحظة دخول مراد والقوى العاملة التي تمثلت في الخير ضد الشر الخطيب مراد والصراع الدرامي والهدف الأعلى والعقدة وهي لحظة دخول مراد وتفسخ الموضوع الخطبة والسينوغرافيا فكل هذه الخصائص هي خصائص تتميز فيها الجنس المسرحي.

    غزلان المنتصر
    عبير نهاد شيخو
    قدادي أيوب
    لبنى دادا
    محمد شرقاوي
    سهام اكرشاش
    لبنى الحراس
    فدوى حلحال
    عتيقة العوفير


    صفحتنا


    عدد المشاهدات