• slider
  • slider
  • slider
  • slider


  • لنكن أصدقـــــــاء


    لنكن أصدقـــــــاء
    1. .لنكن أصدقاء
    28.ستذوب لتسقي صدى الظامئين
    2.في متاهات  هذا الوجود الكئيب
    29. كأسة ولتكن ملئت بالأنين
    3.حيث يمشي الدمار ويحيا الفناء
    30. لنكن أصدقاء
    4.في زوايا الليالي البطاء
    31.نحن والحائرون
    5.حيث صوت الضحايا الرهيب
    32.نحن والعزل المتعبون
    6.هازئا بالرجاء
    33. نحن والأشقياء
    7.لنكن أصدقاء
    34. نحن والثملون بخمر الرخاء
    8.فعيون القضاء
    35.والذين ينامون في القفر تحت السماء
    9.جامدات الحدق
    36.نحن والتائهون بلا مأوى
    10.ترمق البشر المتعبين
    37.نحن والصارخون بلا جدوى
    11.في دروب الأسى والأنين
    38.نحن والأسرى
    12.تحت سوط الزمان النزق
    39.نحن والأمم الأخرى
    13.لنكن أصدقاء
    40.في بحار الثلوج
    14.الأكف التي عرفت كيف تجبي الدماء
    41.في بلاد الزنوج
    15.وتحز رقاب الخليين والأبرياء
    42.في بعيد الديار
    16. ستحس اختلاج الشعور
    43.ووراء البحار
    17.كلما لامست إصبعا أو يدا
    44.في الصحارى، وفي القطب، وفي المدن الآمنة
    18.والعيون التي طالما حدقت في غرور
    45.في القرى الساكنة
    19.ترمق الموكب الأسودا
    46.أصدقاء بشر
    20.موكب الرازحين العبيد
    47. أصدقاء ينادون أين المفر؟
    21.هذه الأعين الفارغات
    48. ويصيحون في نبرة ذابله
    22.ستحس الحياة
    49. ويموتون في وحدة قاتله
    23.ويعود الجمود البليد
    50.أصدقاء جياع، حفاة، عراه
    24.خلفها ألف عرق جديد
    51. لفظتهم شفاه الحياة
    25. والقلوب التي سمعت في انتعاش
    52.إنهم أشقياء
    26.صرخات الجياع العطاش
    53.فلنكن أصدقاء
    27.ستذوب بكاء على الجائعين
    نازك الملائكة:"شظايا ورماد" المجلد الثاني
    دار العودة. بيروت، 1986 ص 143 وما بعدها (بتصرف)



    لنكن أصدقاء
    لقد أدت عدة عوامل إلى ظهور انبعاث الشعر العربي ومن أهمها ما أصاب الشعر من ضعف في عصر الانحطاط الاستعمار الغربي للعالم الإسلامي، نكبة فلسطين، إضافة إلى حملة نابليون على مصر التي دامت 3 سنوات، من خلال هذه العوامل أثمرت 3 خطابات: خطاب البعث والإحياء، خطاب سؤال الذات، خطاب تكسير البنية وتحديد الرؤيا.
    ظهر خطاب تكسير البنية وتجديد الرؤيا في الأربعينيات من القرن الماضي، وكان الهدف منه هو البحث عن بدائل تعبيرية جديدة فإنه لم يتطور على مستوى المضمون فحسب بل لمسه تغيير على مستوى الشكل كذلك، إن هذا التجديد يهدف إلى تكسير البنية العروضية للقصيدة العربية العمودية وذلك باعتماد السطر الشعري المكون من التفعيلة المذكورة بدل البيت الشعري الذي يلتزم بتفعيلة معينة لبحر شعري معين، ومن أهم خصائصه التحرر من وحدة الروي، التحرر من وحدة القافية، التحرر من وحدة البحر، التحرر من نظام الشطرين المتوازيين. ومن رواده نجد بدر شاكر السياب، نازك الملائكة، وعبد الوهاب البياتي، محمد السرغيني، محمد بنيس، والقصيدة التي بين أيدينا هي "لنكن أصدقاء" للشاعرة نازك ملائكة التي ولدت في بغداد سنة 1923 شاعرة من العراق عام 1944 دخلت معهد الفنون الجميلة وتخرجت من قسم الموسيقى عام 1949، وسنعالج هذه القصيدة من خلال الأسئلة التالية:
    1.                   ما طبيعة البنية المعجمية والدلالية؟
    2.                   ما طبيعة البنية الإيقاعية الداخلية والخارجية؟
    3.                   ما طبيعة البنية البلاغية؟
    4.                   ما طبيعة البنية الأسلوبية؟
    5.                   ما مدى تمثيلية النص لخطاب تكسير البنية وتجديد الرؤيا؟
    لتحليل هذه القصيدة نبتدئ بعنوانها بحيث ندرسه على المستوى الدلالي والتركيبي وهو يتكون من عنصرين وهما "لنكن" التي تشير إلى أمر وهو في الغاية طلب أما "أصدقاء" فهي كلمة تدل على المحبة والتآخي بين الأصدقاء. فالعنوان إذا يشير إلى دعوة طلب للتآخي والتآزر. فالقصيدة إذن من خلال المعاني الواردة فيها تدعو الشاعرة إلى عدة قيم إنسانية، كالصداقة والتضامن بين جميع فئات الناس.
    هذه القصيدة "لنكن أصدقاء" تتكون من ستة مقاطع شعرية حيث يبتدئ المقطع الأول من السطر الأول إلى السطر السادس المعنون "بدعوة إلى الصداقة" هذا المقطع يوحي لانفتاح القصيدة على المعاناة القاسية الكئيبة ودعوة الشاعرة للصداقة والمحبة الإنسانية التي تؤدي إلى السلام والطمأنينة بين البشر.
    أما المقطع الثاني فهو من السطر السابع إلى السطر الثاني عشر عنونته هو "دعوة صريحة" حيث من خلال هذا المقطع تدعو الشاعرة نازك ملائكة إلى صداقة بين الشعوب من أجل السلام الدائم رغم الحروب المنتشرة.
    وفي المقطع الثالث فهو من السطر الثالث عشر إلى  السطر السابع عشر فعنونه ب"كآبة الناس" وفي هذا المقطع تبين لنا الشاعرة أسى الناس على بلادهم التي أصبحت ممتلئة بالدماء بفعل المعاناة والألم التي تواجهها نتيجة الحروب.
    ويتحدد المقطع الرابع من السطر الثامن عشر إلى السطر الرابع والعشرون وعنوانه هو "دعوة إلى الأمل" هنا الشاعرة تظهر لنا الأمل في انتهاء الحروب والمشاكل التي تواجه بلادها وعودة الحياة إليها من جديد.
    أما المقطع الخامس فهو يتحدد من السطر الخامس والعشرين إلى السطر التاسع والعشرين فعنونه ب"الندم المتأخر" في هذا المقطع نجد ندما متأخرا للطغاة على أعمالهم وما اقترفت أيديهم في حق الفقراء والمظلومين.
    وأخيرا المقطع السادس من السطر ثلاثين إلى السطر الثالث والخمسون المعنون ب"دعوة إلى صداقة عامة وكونية" وفيه تدعو الشاعرة دعوة عالمية وكونية إلى الصداقة رغم اختلاف الشعوب والبشر وتباين مكانتهم وبالتالي تكون الشاعر قد أسست لسلام دائم.
    يتضح من خلال هذه القصيدة أنها تؤثث لعلمين وهما عالم، فوضوي وعالم البشارة.
    عالم فوضوي: متاهات الوجود الكئيب- الدمار- الفناء- الضحايا- دروب الأسى والأنين- الدماء- الزمان النزق- الجياع- العطش- العزل المتعبون- الأشقياء- حفاة- عراة.
    عالم البشارة: ستحس الحياة- أصدقاء- بخمر الرخاء- الحياة- أصدقاء بشر- في المدن الآمنة- القوى الساكنة.
    نلاحظ مما سبق هيمنة العالم الفوضوي في القصيدة لأنه يعبر عن المآسي والمعاناة والصعوبات التي تواجه الصداقة الكونية. كما يظهر لنا أن هذا العالم يتناقض مع عالم البشارة.
    أما بعد نلجأ لمقارنة القصيدة التي بين أيدينا "لنكن أصدقاء" لنازك ملائكة مع القصيدة  "إلى دودة" لميخائيل نعيمة نجد اختلافا شاملا إذ أن قصيدة "لنكن أصدقاء" تنتمي لخطاب التجديد أما "إلى دودة" فهي تنتمي للخطاب الرومانسي والاختلاف هنا يكمن في اختلاف خصائص كل خطاب من هذين الخطابين.
    تضمنت الشاعرة قصيدتها على تفعيلات "فاعلاتن" وهي تفعيلة من البحور الخفيف، الرمل والمديد ونجد أيضا تفعيلة فعولن وهي من تفعيلات البحر الطويل كما نرى في تقطيع السطر2 و 4 و 35
    في متاهات هذا الوجود الكئيب.
    /0//0/0  //0/0  //0/0   //00
    فاعلاتن   فعولن   فعولن  فعول

    والذين ينامون في القفر تحت السماء
             /0//0  ///0/0 //0/0  //0/0 //00
    فاعلا   فعلاتن  فعولن  فعولن  فعول
    نلاحظ أن الشاعرة نوعت في استعمال تفعيلات البحور وهذه خاصية من خصائص تكسير البنية وتجديد الرؤيا. كما أن روي هذه القصيدة متعدد (الهمزة، الباء، النون، القاف...) وهو ساكن، أما القافية فهي مقيدة لأن الروي ساكن وهي أيضا متتابعة لأن رويها يتوالى ثم يختفي ليعود مرة أخرى للظهور كما في السطرين 3 و 4 تتوالى الهمزة ثم تختفي في السطر الخامس وتعود في الأسطر 6 و7 و 8، كما يمكن تحديد القافية عروضيا وهي تحدد من آخر حرف في السطر إلى أول ساكن يليه مع المتحرك الذي قبله وهي في السطر الثاني هي "ئييب".
    إضافة إلى ذلك نجد وقفة دلالية في السطر الأول ويقصد بها امتلاء المعنى أي اكتماله وتمامه، ونجد أيضا امتلاء الوزن "فاعلاتن، فعول" وهذه وقفة عروضية إذن هنا في هذا السطر نجد توافقا بين الوقفة العروضية والوقفة الدلالية ويسمى هذا اتساقا.
    زيادة على ذلك نجد تضمينا في السطر 8 و 9 وهو اختلاف الوقفتان العروضية والدلالية وهنا في هذين السطرين امتلاء الوزن واكتمل أي الوقفة العروضية واختلت الوقفة الدلالية حيث لم تكتمل المعنى في السطر 8. لقد وظفت الشاعرة نازك ملائكة في قصيدتها توازيا وهو تماثل متناغم بين مكونات الجملة على مستوى بنية الأصوات –بنية الكلمات –بنية الجمل وهو ينقسم إلى قسمين علائقي وهو بدوره ينقسم إلى نوعين نحوي وصرفي. والدلالي ينقسم أيضا إلى ترادف وتضاد.
    هنا في هذه القصيدة نجد العلائقي النحوي ويكون بين كلمتين لهما نفس الإعراب كما جاء في السطر 3 يمشي- يحيا (فعل- فعل). ويظهر لنا أيضا توازي علائقي صرفي ويكون بين كلمتين لهما نفس الميزان الصرفي كما جاء في السطر 50 "حفاة-عراة على وزن (فعال). أما بالنسبة للدلالي نجده في الترادف وهو تقارب كلمتين في نفس المعنى كما في السطر الثالث الدمار= الفناء. يضا إلى إنننتتتت والدلالي تضاد وهو تضاد كلمتين كما في السطر 26 الجياع العطاش. ولكي تزيدنا الشاعرة توضيحا وتأكيدا لدعوتها وظفت تكرارا وهو ترادف الملفوظات. وهو  ينقسم إلى 6 أنواع وتكرار السجعي واللفظي والجناس والاشتقاقي والعروضي والتوازي. وفي هذه القصيدة يتمثل في التكرار السجعي وهو تكرار الحروف ونجده في السطر الثالث حيث يتكرر حرف الياء أربع مرات ونجده في السطر الرابع عشر حيث يتكرر حرف التاء ثلاث مرات. وهناك أيضا تكرار الجناس وهو اتفاق في اللفظ واختلاف في المعنى وهو نوعين جناس تام وغير تام ونجد في السطرين 27 و 28 تكرار جناس غير تام وهو اتفاق جزئي في اللفظ واختلاف في المعنى مثل ما جاء في السطرين، الجائعين- الظامئين.
    ولقد استحضرت الشاعرة صورا شعرية للمشابهة والمجاورة وهذا لزيادة الامتاع والتزيين بالنسبة للمشابهة، والإقناع والمبالغة بالنسبة للمجاورة، ونجد استعارة في السطر الثالث يمشي الدمار، وهنا نجد المستعار له وهو المحذوف ويمكن تقديره بالإنسان والمستعار منه هو الدمار والعلاقة هي المشابهة أما القرينة وهي الكلمة المانعة من ورود المعنى الحقيقي وهي هنا، يمشي أما نوع الاستعارة في تصريحية لأن المستعار له قد حذف. كما نجد أيضا استعارة في السطر 34 الثملون بخمر الرخاء حيث المستعار له هو الثملون والمستعار منه محذوف ويمكن تقديره وهو الغني أما العلاقة فهي المشابهة والقرينة هي بخمر الرخاء وهذه الاستعارة نوعها مكنية لأن المستعار منه محذوف. كما أن الشاعرة وظفت مجازا وهو استعمال الكلمة في غير معناها الحقيقي بشرط وجود علاقة بين المعنى الحقيقي والمعنى المجازي ومثال ذلك جاء في السطر 51 لفظتهم شفاه الحياة فقد ربط الشاعر بين الشفاه والحياة فالشفاه جزء في جسم الإنسان والحياة.
    إضافة إلى ذلك وظفت الشاعرة كناية وهي إيراد الفظ وقصد لازم معناه من غير أن تكون بينهما علاقة مشابهة بل علاقة مجاورة كما نجد في السطر 12 الزمان النزق أي الزمان الفوضوي. ويظهر لنا أيضا انزياحا وهو نحوي تركيبي ويكون بتغير نظام الرتبة في الجملة كما في السطر 29 حيث سبقت الكؤوس أي كأسة على ملئت وهنا تغير نظام الرتبة لكي تزيدنا الشاعرة من التنويع في النحو.
    أما من الناحية الأسلوبية فقد زاوجت الشاعرة بين الجمل الخبرية والجمل الإنشائية، فالأسلوب الخبري هو كلام يحتمل الصدق والكذب وهو ثلاثة أنواع ابتدائي وطلبي والإنكاري ونجد خبرا ابتدائي في السطر الخامس صوت الضحايا الرهيب وهو خبر يكون خال من أدوات التوكيد لأن حالة المتلقي خالي الذهن وهناك أيضا خبر طلبي نجده في السطر 52 "إنهم أشقياء وهناك يتكون هذا الخبر من أداة توكيد واحدة وفيه تكون حالة المتلقي مترددة.
    أما بالنسبة للأساليب الإنشائية وهو كلام لا يحتمل الصدق والكذب والإنشاء ينقسم إلى نوعين طلبي وغير طلبي، ويبدو أن الإنشاء الطلبي متكرر في صيغة الأمر الذي نجده في السطر 1 و7 و 13 و 30 "لنكن أصدقاء" حيث ضمت الشاعرة صوتها إلى أصوات الأنماط البشرية. زيادة على ذلك نجد إنشاءا طلبيا في صيغة الاستفهام جاء في السطر 47 أصدقاء ينادون أين المفر؟ وهذا لإضفاء الشاعرة أسلوبا متميز وجيد للقصيدة.
    من خلال تحليلنا لقصيدة "لنكن أصدقاء" للرائدة الشاعرة نازك ملائكة يتبين أن القصيدة مثلت خطاب تكسير البنية وتجديد الرؤيا خير مثال وبشكل كبير وواضح ذلك من خلال الاعتماد في كتابة القصيدة عن السطر الشعري الذي جاء محل البيت الشعري المكون من الشطرين المتحاضرين وتعدد القوافي وتعدد كذلك تفعيلات البحور وإضافة إلى اعتماد الجملة الشعرية والمقطع الشعري وزيادة على ذلك مظاهر الانزياح المتمثل في المجاز والكناية والاستعارة واعتماد الترقيم أيضا.

    من انجاز 
    جيهان الناجي
    بن زيدان سكينة
    مريم حمداني
    بوتسموت فاطمة الزهراء
    رضوان جبار




    صفحتنا


    عدد المشاهدات