• slider
  • slider
  • slider
  • slider


  • دراسة نص مقومات الحداثة


    دراسة نص مقومات الحداثة 


    المرحلة الاولى

    معنى المفهوم

    المفهوم تصور ذهني عام ومجرد عن أشياء الواقع. ويعتبر بعض الفلاسفة المفهوم في علاقته الأساسية بالوجود أو الموجودات، سواء أكانت تصورات في الذهن أم أعيانا في الواقع الخارجي، مما يجعله مرتبطا بمشكلات المعنى والدلالة والإحالة.
    لغة : مصدر فهم ، والفهم معرفتك لشيء بالقلب
    و اصطلاحا المفهوم وسيلة ضرورية لبناء معرفة انسانية و هو وصف لظواهر بينها سمات مشتركة تدل على معنى معين و المفهوم يتميز بمجموعة من الخصائص و هي :   التجريد – التعميم- التميز - الرمزية

    مفهوم الحداثة

    تعبر كلمة حداثة عن أي عملية تتضمن تحديث وتجديد ما هو قديم لذلك تستخدم في مجالات عدة، لكن هذا المصطلح يبرز في المجال الثقافي والفكري التاريخي ليدل على مرحلة التطور التي طبعت أوروبا بشكل خاص في مرحلة العصور الحديثة
    الحداثة لغة هي مصدر من الفعل " حَدَثَ " ، وتعني نقيض القديم اما اصطلاحا فهي الانجازات التكنولوجية و العلمية و هي مفهوم يشير بوجه عام الى سيرورة الاشياء بعد ان كان يشير الى جوهرها، ويفرض صورة جديدة للانسان والعقل والهوية، تتناقض جذريا مع ما كان سائدا في القرون الوسطى.

    صاحب النص : محمد سبيلا

    ولد سنة 1942 بمدينة الدار البيضاء
    تابع دراسته العليا بكل من كلية الآداب والعلوم الانسانية بالرباط والسوربون بباريس. حصل على الإجازة في الفلسفة سنة 1967 وعلى دبلوم الدراسات العليا سنة 1974. وفي سنة 1992، أحرز على دكتوراه الدولة من كلية الآداب بالرباط. يشتغل حاليا أستاذا بالكلية ذاتها.
    له دراسات فلسفية بعدة صحف ومجلات: "الاتحاد الاشتراكي" ، أقلام، آفاق الوحدة، الفكر العربي المعاصر، المستقبل العربي، المناظرة كما أنه ساهم في تحرير مجلة "المشروع".
    التحق محمد سبيلا باتحاد كتاب المغرب سنة 1967.
    يتوزع إنتاجه بين البحث الفلسفي والترجمة.
    أصدر:
    -   مدارات الحداثة، عكاظ، الرباط، 1987.
    - الايديولوجيا: نحو نظرة تكاملية، المركز الثقافي العربي، الدار البيضاء، 1992.
    - الفلسفة الحديثة من خلال النصوص، ترجمة واختيار محمد سبيلا وعبد الله بنعبد العالي، دار الأمان، الرباط، 1990.
    سلسلة كراسات فلسفية، توبقال، الرباط، 1991.
    - المغرب في مواجهة الحداثـة، منشورات الزمن، الرباط، 1999.
    ترجم محمد سبيلا الأعمال التالية:
    - الفلسفة بين العلم والايديولوجيا/ ألتوسير،  ترجمة م.سبيلا، منشورات مجلة أقلام، الرباط،  1974.
    - التحليل النفسي/بول لوران أسون، ترجمة م. سبيلا، دار الأمان، الرباط، 1985.
    - تساؤلات الفكر المعاصر/ مجموعة من الكتاب، ترجمة م. سبيلا، دار الأمان، الرباط،  1987.
    - حوارات الفكر المعاصر/ مجموعة من الكتاب، ترجمة م. سبيلا، سوبيادر، الرباط، 1989.
    نظام الخطاب/ ميشيل فوكو، ترجمة م. سبيلا دار التنوير، بيروت، 1986.

    مصدر النص : دفاعا عن العقل و الحداثة

    "دفاعا عن العقل والحداثة". سلسلة الزمن، العدد 39، الرباط، 2003، 128 ص هو ملحمة فكرية ذات بعدين: دفاعي واستشرافي للكاتب و الفيلسوف المغربي محمد سبيلا
    بمقدمة هذا الكتاب الهام, يقول المؤلف: " إن الحداثة اختيار فكري استراتيجي عام, والديموقراطية هي تجسيده السياسي, باعتبار أن الديموقراطية هي الشكل السياسي المجسد للحداثة عامة, وللحداثة السياسية خاصة".

    المرحلة الثانية

    دلالات العنوان

    على المستوى النحوي جاء المكون الاول " مقومات " مبتدا اما " الحداثة " جاءت مضاف اليه مجرور و دلاليا فالعنوان يتكون من مكونين اثنين الاول بمعنى اسس و الثاني بمعنى التطوير والتجديد اما الدلالة العامة هي ان الحداثة في العالم العربي حداثة نسبية اي غير حقيقية لذلك بحث الكاتب محمد سبيلا عن مقوماتها لتصبح حقيقية مستقبلا

    نوعية النص

    النص عبارة عن مقالة نثرية تتميز بالوحدة الموضوعية و هي الحداثة باعتبارها عملية تتضمن تحديث وتجديد كما تتميز بتصميم منهجي حيث بدا الكاتب بذكر مفهوم الحداثة ثم الاسس التي تميز المنظومة الفكرية للحداثة و بعد ذلك تحدث عن الصعوبات التي تعترض استنبات مفهوم الحداثة في التربة المغربية و اختتم بطرح علاقة الخصوصية بالكونية اضافة الى انها تنتمي الى مجزوءة مفاهيم و المفهوم وسيلة ضرورية لبناء معرفة انسانية كما تنتمي للمجال الحضاري باعتبارها تتعلق بعدة مجالات .

    المرحلة الثالثة : فهم و تحليل النص

    التعاريف التي قدمها الكاتب لمفهوم الحداثة

    الحداثة ليست مفهوما اجتماعيا أو سياسيا و إنما هي منهج مميز للحضارة يعرض منهج التقليد ، أي أنها تعارض جميع الثقافات الٱخرى السابقة أو التقليدية ، و تتضمن الحداثة في دلالتها إجمال الإشارة إلى تطور تاريخي و إلى تحول في العقلية و هي بهذا المعنى تحيل على تاريخ انتقال المجتمعات الغربية من العصور الوسطى إلى المجتمع الرأسمالي عبر مجموعة من الصراعات و الإنتاجات الفكرية ، و من تم فإن الحداثة تدل على الجوانب النظرية و الممارسات الفنية ، و بناء الصناعة و تخطيط المدن و توسيعها و إغراق الأسواق بالبضائع . و بالإضافة إلى كل هذا فهي تعني أيضا القدرة على التعايش مع الٱخر أي المختلف، كما أنها سيرورة من الاختراع و الابتكار و الاجتهاد

    الاسس التي تميز المنظومة الفكرية للحداثة

    تقوم المنظومة الفكرية للحداثة على عدة أسس :
     أولا الحرية : فالمجتمع الحداثي الديمقراطي هو مجتمع الحرية لأن الحداثة مرتبطة بالحرية أي بحرية الفرد فلا بد من الحرية المسؤو لة التي تعي حدودها
    ثانيا العقل : العقل و الفكر ضروريان في الحداثة لأنها لا تبنى على الجهل
     ثالثا : البنية التحتية الملائمة سواء المادية أو المعنوية
     رابعا : مركزية العنصر البشري ، فالفرد أساس الحداثة بشرط أن يتناغم فيه تمتعه بالحقوق مع قيامه بالواجبات

    الصعوبات التي تعترض استنبات مفهوم الحداثة في التربة المغربية

    تواجه الحداثة عدة صعوبات تعترض استنباتها في التربة المغربية من بينها : كون الحداثة تنبع من الداخل اي من الثقافة و تشكل هذه احدى المعيقات لان الحداثة ليست اكتساب التقنيات و استعمال الوسائل الجديدة بل هي فكر و رؤية جديدة للعالم لانها قائمة على قدرة الفرد على التعايش مع الاخر ، بالاضافة الى مشكل الخصوصية و الكونية ، فكل خصوصية ثقافية مطالبة بان تتطور في اتجاه الكونية و اتجاه التحديث الكوني ، كما أشار الكاتب إلى أن التمسك بالماضي و التشبت به يترك الانسان غير قادر على تحقيق الرفاهية و الفعالية و الكفاءة في المستقبل

    الحداثة بين مفهومي الخصوصية و الكونية

    الخصوصية لغة من فعل خص يخص و تعني الإنفرد و التميز بالشيء . أما إصطلاحا فيقصد بها الهوية ؛أي مجمل السمات التي تميز شيئا عن غيره أو شخصا عن غيره أو جماعة عن غيرها ، هذه الجماعة التي لاتتحقق وحدة هويتهالتنتقل إلى مفهوم الدولة إلا بتوابت موقع جغرافي، ذاكرة تاريخية و وطنية مشتركة ، ثقافة شعبية موحد، حقوق وواجبات مشتركة و اقتصاد مشترك . إذ يقصد في النص بالخصوصية أو الهوية الموروث التقافي و الا جتماعي و الحضاري لوطن معين ، الذي يعكس عراقته و أصالته وتشبته بماضيه . إلا أن في ظل الحداثة التي تفرض نفسها في عصرنا هذا لا يسعنا ان ننكر طمس خصوصيات الشعوب امام مسطلح أشمل ، ألا و هو" الكونية" . و الكونية تعني لغة جعل الشيء كوني و عالمي الانتشار في مداه أو تطبيقه، أما إصطلاحا فتدل على مفهوم العولمة التي ظهرت مع النمو الكبيرالذي عرفته مجموعة من الدول الرأسمالية المتحكمة في الاقتصاد العالمي مما جعل ها تبحث عن مصادر وأسواق جديدة مما يجعل حدودها الاقتصادية تمتد إلى ربط مجموعة من العلاقات مع دول نامية لكن الشيء غير مرغوب فيه هو أن هذه الدول المتطورة على جميع المستويات الفكرية والثقافية والعلمية دخلت في هوية الدول الأخرىمرغمة إياها الإ نحناء أمام سياسة غسل العقول و تجريد البلدان من هوياتها و ثقافاتها و تقاليدها تحت شعار الاندماج العالمي و السير على خطى العصر ، خاصة وأن العولمة لم تقتصر فقط على البعد المالي والاقتصادي بل تعدت ذلك إلى بعد حيوي ثقافي متمثل في مجموع التقاليد والمعتقدات والقيم كما أن العولمة لا تعترف بالحدود الجغرافية لأي بلد بل جعلت من العالم قرية صغيرة.

    الحقلان الدلاليان

    يتوزع معجم النص حقلان دلاليان و هما الحداثة و التقليد . نلاحظ هيمنة الحقل الدال على الحداثة باعتبارها الرهان الذي يقوم عليه موضوع النص و هناك تداخل جدلي بين كل من الحداثة و التقليد و ذلك راجع لهيمنة العقلية المتحفظة الاصلية و رفضها لكل ما هو جديد و حداثي .

    هل الكاتب يفسر ؟ يخبر ؟ يقنع ؟

    في هذا النص الكاتب تقوم بثلاثة وظائف :
     أولا يخبر و ذلك لاستعماله أساليب الخبر ، و الخبر هو كلام يحمل الصدق أو الكذب و هو أنواع :-
     الخبر الطلبي مثل : ... يجب أن تنبع الحداثة من الداخل ... نلاحظ غياب أدوات التوكيد .     
    الخبر الطلبي : ... قد أصبح شعارا سياسيا ... توفر أداة توكيد واحدة و هي قد .
     ثانيا يفسر أي يوسع و يفكك و اعتمد في ذلك على الخطوات التالية-
     1ـ التعريف : تعريف الحداثة
     2ـ الوصف : اسس الحداثة الفكرية
     3ـ السرد : تعريف الحداثة، اسس الحداثة الفكرية ، التحديات التي تعترض استنباتها في التربة المغربية
     4ـ المقارنة : الحداثة و التقليد
     ثالثا : الاقناع و معناه حمل المتلقي على الاخر بوجهة نظره الموافقة في الرأي-

    الاستقراء و الاستنباط

    الاستقراء هو تتبع الجزئيات للحصول على حكم كلي يعنيأن نتتبع جزئيات نوع معين لأجل أن نعرف الحكم الكلي الذي ينطبق عليها، فنؤلف منه قاعدة عامة. ينقسم الاستقراء إلى قسمين هما: الاستقراء التام والاستقراء الناقص:
     1 - الاستقراء التام:هو تتبع جميع جزئيات الكلي المطلوب معرفة حكمه
     2 - الاستقراء الناقص:وهو تتبع بعض جزئيات الكلي المطلوب معرفة حكمه ينقسم الاستقراء الناقص إلى قسمين أيضا هما: الاستقراء المعلل والاستقراء غير المعلل
                       .1 - الاستقراء المعلل:هو ما يعّمم فيه الحكم على أساس من الإيمان بوجود علّة الحكم في كلّ جزئياته
                        2 - الاستقراء غير المعلل: وهو الذي لا يعتمد في تعميم أحكامه على التعليل والخطوات التي تتبع في طريقة الاستدلال بالاستقراء:
                     1 - تعيين المطلوب:مرحلة الملاحظة والتجربة.
                     2 - دراسة الجزئيات:مرحلة الفرض.
                     3 - استخراج النتيجة:مرحلة وضع القاعدة العامة للاستقراء أهمية كبرى في مناهج البحوث العلمية حيث يتوقف عليه تأليف القواعد العلمية العامة، والتوصل إليها.فالاستقراء هو الذي يزودنا بالقواعد العامة التي نستعملها في التطبيقات العلمية عن طريق القياس لمعرفة أحكام الجزئيات. الاستنباط:استخلاص نتيجة من المعطيات المتوفرة وافتراض علاقة جديدة نسميها "بالحدس العلمي"، يختبر ليصبح نظرية أو قاعدة أو قانونا وذلك حسب نصيبه من الاثبات ودرجته من اليقين. الفرق بين القياس والاستنباط: الاستقراء قياس عملية خالصة، أما الاستنباط عملية فكرية غير خالصة. الاستقراء قياس ينطلق من الجوهر والمعنى، أما الاستنباط فينطلق من الجزئيات العرضية. الاستقراء قياس ينطلق من الكل إلى الجزء، أما الاستنباط فينطلق من الجزء إلى الكل.

    المرحلة الرابعة تركيب و تقويم

    اهم الخصائص المميزة لمفهوم الحداثة

    الحداثة مفهوم معقد يعني لغة نقيض القدامة. أما إصطلاحا فهو نمط من التمدن في الدولة الحداثية و التقنات و الافكار و العادات . كما تقوم الحداثة على مجموعة من الخصائص التي تميز بدورها الدولة الحداثية . و نذكر منها : بنية إقتصادية حديثة : و المراد منها تحديت المنهجيات الاقتصادية كنهج إقتصاد مهيكل و تحسين الانتاج بإعتماد طرق و تقنيات جديدة مجتمع حداثي يقوم على أساس مسوء لية الفرد و فعاليته و تحريره من قيود التقاليد بنية سياسية حديثة : تتمثل في سيادة الحرية والدمقراطية و إتخاذ أساليب حديثة ف تسييس الدولةو كذا إدماج الفرد في الحياة السياسية إزدهار الثقافة و التعليم : و ذلك بالاهتمام بالثقافة و الفن و الانفتاح على ألوان فنية معاصرة (كفن الشارع ) ، إنشاء دور الثقافة ، و رعاية الفن و الثقافة و العلم بتخصيص ميزانيات مهمة لهذا المجال




    من  تحضير 
     منى المنصوري
    هاجر بوعودة
    فاطمة الزهراء بنحمو
    مريم دلال
    اسماعيل مورابيط



    صفحتنا


    عدد المشاهدات