• slider
  • slider
  • slider
  • slider


  • الحداثة

     

    الحداثة

    الحداثة مصدر ثلاثي من فعل حدث فيندرج مفهومها بمعنى التطور و الجدة وهي تتعارض مع القدامة ويمكن تعريف الحداثة من جهة على أنها نمط حياة أي أن يعيش الإنسان عصره ومن جهة أخرى تصور وفكر أي أنها ترتكز على العلوم والمعارف.

    وبصفة عامة الحداثة هي توجه يدعو أصحابه إلى مواكبة روح العصر فهي نظام من الأفكار والمواقف ترفض العودة إلى الماضي. فالحداثة عدة مجالات نذكر منها العلوم كمواكبة التطور التكنولوجي والسياسة كالديمقراطية والاقتصاد كتطوير الإنتاج إضافة إلى الثقافة و الفنون البصرية و السمعية و الأدبية . كما ترتكز الحداثة على عدة مقومات نذكرها بالترتيب من الأكثر إلى الأقل قيمة فأولها العقل وهو مصدر ثلاثي مشتق من فعل عقل بمعنى ربط فلا وجود للحداثة بدون هذه الملكة التي تعقل صاحبها من الوقوع في الخطأ و الزلل وتكمن أهميته باعتباره وسيلة للتنمية و الوعي والإدراك وهو منبع للمعارف و العلوم. وتانيها الفاعلية و نقصد بها الدينامية و الحركية المشتركة في تدبير الشأن العام وهي تتعارض مع السكونية التي هي الاستقرار السلبي والذي يعرف بمفهوم الموت البطئ وأساس الفاعلية يندرج في الاعتماد على الجانب الايجابي لا السلبي. وثالثها الحرية التي هي حق فطري جبلي يتفرع إلى ثلاث مفاهيم أساسية.الحرية الفكرية، الحرية الوحدانية،الحرية الجسدية ويمكن الاستغناء عن هذه الأخيرة أنها لا تشكل عائقا أمام الرغبة و عزيمة الفرد لتحقيق الإبداع وهذا المفهوم نقيض العبودية التي تمس كرامة الإنسان حيث قال عمر بن الخطاب:"متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرار"أضف إلى ذالك أنها شرط الإنسانية تستند إليها التضحية لنيلها حيث قالت الحكمة: "الحرية شجرة تسقى بدماء الشهداء"وأخيرا فهي مصدر الإبداع والذي هو مظهر من مظاهر الحداثة. فللحداثة عدة إيجابيات نذكر منها: الانفتاح على الحضارات الأخرى وتجديد الأفكار والاندماج في العصرنة. فتعتبر الحداثة سلاح ذو حدين فبالرغم من ايجابيتها المتعددة فلديها الكثير من السلبيات أهمها الانسلاخ عن الهوية الانبهار بالغرب إلى درجة عبودية المادة وكذلك السقوط في فوضى الحرية المقلوبة. ولا ننسى أن الحداثة هي الخصوصية و الكونية فالخصوصية هي الخضوع للتقاليد ة العادات و الدين أما الكونية فأساسها المشاركة الجماعية لإنتاجها. ويبقى المشكل المطروح. هل يمكن الاستفادة من حداثة الغرب.نعم، بل يجب أن نتطرق إلى شرطين أساسين أولهما ضرورة المحافظة على الهوية وثانيها الاستفادة حسب الحاجة حيث قيل الحاجة أم الاختراع فبالأحرى لايمكن تحقيق نفعية بدون حاجة مسبقة أضف إلى ذلك تحقيق النفعية على سبيل المثال إعادة التدوير التي ترجع بآثار إيجابية ساهمت في صعود بدرجة في سلم التطور و الازدهار عكس صيحات الموضة التي عرفها المجتمع التي تتعارض مع قيمنا الدينية و الأخلاقية. وخلاصة القول الحداثة ضرورة علمية و مطلب حضاري لأن زمن العولمة لا يعترف بالكيانات الصغرى المنكمشة على ذاتها.

    وصال المتليني


    صفحتنا


    عدد المشاهدات