الخطوات المنهجية لتحليل نص شعري

إعداد: ذ.عمر طاهيري

  

تأطير النص: المقدمة

نتحدث في العناصر التالية:

ـ الإطار العام: هو إطار مشترك بين الخطابات الثلاثة، وفيه تتم الإشارة إلى مجموع العوامل التي كانت وراء تطور الأدب العربي عموما والشعر على وجه الخصوص، ومن العوامل التي نثيرها في حديثنا عن الإطار العام:

     ـ حملة نابليون بونابارت على مصر، وما واكبها من مستجدات، خصوصا منها استقدام نابليون للمطبعة معه وما كان لها من آثار على حركة التأليف، وحركة الترجمة

     ـ البعثات الطلابية والآثار التي خلفتها على مستوى التبادل الثقافي بين الشرق والغرب

     ـ المثاقفة أو التبادل الثقافي الواسع بين العالمين العربي والغربي

الإطار الخاص:

ـ الإطار الخاص: يتم فيه تعريف الخطاب المقصود من خلال خصائصه ورمزه:

ـ أذكر عنوان القصيدة مع نبذة مختصرة جدا عن صاحب النص

الإطار الإجرائي: تتم فيه صياغة الأسئلة، وهي دائما مجموع الأسئلة المطلوب إنجازها في ورقة الامتحان، ويصاغ عبارة عن جمل استفهامية، لابد من ترقيمها والمحافظة على ترتيبها، وأثناء الإجابة نجيب عنها في نص مقالي وليس على شكل أسئلة، وهذا الإطار الإجرائي لن يخرج عن البنى الأربع:

ü     ـ  سؤال حول البنية المعجمية والدلالية

ü     ـ سؤال حول البنية الإيقاعية

ü     ـ سؤال حول البنية البلاغية

ü     ـ سؤال حول البنية الأسلوبية

ü     ثم سؤال حول مدى تمثيلية النص للخطاب الذي ينتمي إليه

على مستوى : العرض

ـ قد يطلب الحديث عن واحد من هذه العناصر:

ـ دلالات العنوان: قد يطلب الحديث عن دلالات العنوان وعلاقته بالنص، لأنه قد يكون نصا موازيا، فيطلب ربطه بمضامين النص، على أساس أنه مدخل لها، فيكون الجواب حينها دراسة للعنوان من خلال مجموعة من المستويات:

ـ المستوى النحوي التركيبي: لكن لابد من ربط الإعراب بالمعنى،

ـ المستوى الدلالي: فيه يمكن أن نقسم العنوان إلى مكونات (العنصر الأول + العنصر الثاني + العنصر الثالث ..)، ثم نعطي لكل مكون دلالة (دلالة العنصر الأول + دلالة العنصر الثاني + دلالة العنصر الثالث ..)، ثم نكتشف الدلالة العامة للعنوان، وهذا المستوى هو أهم المستويات

ـ المستوى البلاغي: يمكن أن نضيف هذا العنوان إذا كان العنوان مكثفا من الناحية الدلالية، وفيه تركيب بلاغي كأن يكون العنوان مثلا (غضب البحر ـ غناء العصافير)

ـ الموضوع الشعري: قد يطلب كذلك الحديث عن الغرض الشعري إذا كان النص منتميا إلى خطاب البعث والإحياء أو عن التجربة الشعرية إذا كان النص منتميا إلى خطاب الذات أو عن الرؤيا الشعرية إذا كان منتميا إلى خطاب تكسير البنية وتجديد الرؤية، مع بيان ذلك في النص.

والموضوع الشعري يتحدد انطلاقا من العنوان وعناوين الوحدات، أن ننطلق من العنوان ونربطه بعناوين الوحدات للوصول إلى الموضوع الشعري، الذي من خصائصه أن يكون موجزا ومختصرا (لا يتجاوز الموضوع الشعري سطرين).  

ـ الوحدات:  وحدات النص نتبع فيها الخطوات التالية:

ـ تقسيم القصيدة حسب الموضوعات الواردة فيها

ـ وضع عنوان يتسم بالاختصار للوحدة

ـ نحدد مضمون الوحدة بنوع من التفصيل، لذلك يحسن فهم كل بيت بمفرده حتى يسهل استخراج هذه المضامين.

ـ الوصول إلى استنتاج حول علاقة مضامين النص بالخطاب الذي ينتمي إليه (مثلا مضامين مثل الشجاعة والفروسية والوفاء تنتمي إلى خطاب البعث والإحياء، ومضامين مثل البكاء والتفجع والحسرة والأسى والتأمل في الطبيعة ومضامين تنتمي إلى خطاب التعبير عن الذات وهكذا ...)

                                    

ـ المعجم: نقوم فيه بدراسة الحقول الدلالية التي بني عليها النص، ثم ننظر في علاقة بعضها ببعض، ثم بيان الحقل المهيمن ودلالة الهيمنة، ثم علاقة المعجم بالخطاب الذي ينتمي إليه النص، سواء على مستوى العلاقة المضمونية أو على مستوى اليسر والسهولة، أو الصعوبة والحزونة.

ـ الإيقاع: نقوم فيه بدراسة النص على مستوى الإيقاع الخارجي (البحر، الروي، القافية) وندرس البحر وفق الخطوات التالية:

§        ـ اختيار بيت شعري أو اسطر شعرية عندما يتعلق الأمر بشعر التفعيلة، أو بيتين شعريين عندما تكون المقاطع مختلفة الطول، أو يكون تعدد في البحر

§        ـ الكتابة العروضية للبيت أو الأسطر

§        ـ نضع الترميز: الحركات والسواكن

§        ـ وضع التفاعيل

§        ـ تسمية البحر الشعري

§        ـ ويمكن أن نضيف التغييرات سواء أعلى مستوى الحشو أم على مستوى العروض والضرب

     ـ ويدرس الروي وفق هذه الخطوات:

§        ـ تحديده (ب ـ ر ـ ج ـ ق ..)

§        ـ تحديد حركته

 ـ القافية وتدرس وفق الخطوات التالية:

§        ـ تحديدها عروضيا: باعتبارها تبدأ من الساكن الأخير بالعودة إلى الساكن الذي قبله فالحركة التي تليه

§        ـ تحديد نوعها حسب حركة الروي: 1ـ قافية مطلقة إذا كان الروي متحركا ـ 2ـ قافية مقيدة إذا كان الروي ساكنا

ـ أما على المستوى مستوى الإيقاع الداخلي فندرس (التكرار، التوازي، الجناس ...)

التوازي ينقسم إلى قسمين:

1 ـ تواز علائقي: وفيه قسمان

أ ـ تواز نحوي: الإعراب نفسه في الجمل

ب ـ تواز صرفي: الميزان الصرفي نفسه في الجمل

2 ـ تواز دلالي: ينقسم إلى قسمين:

أ ـ الترادف: كلمة تقارب الكلمة الثانية

ب ـ التضاد: إما أن يكون طباقا حين تكون كلمة ضد كلمة وإما أن يكون مقابلة حين تكون جملة ضد جملة

ـ بالنسبة للتكرار ندرس:

ـ تكرار الأصوات (الحروف)، ويسمى ذلك بالتكرار السجعي، وقد تتكرر فيه الصوامت وهي الحروف في حالة سكون، وقد تتكرر فيه الصوائت وهي على نوعين: ـ قد تكون صوائت طويلة (حروف المد)، وقد تتكرر صوائت قصيرة (الضم والفتح والكسر)

ـ تكرار الكلمات: هنا قد يتكرر اللفظ مع ما يشبهه مثل المصدر مع الفعل، أو الفعل مع الفعل، أو المصدر مع المصدر، وقد يكون فيها كذلك ما يسمى بتكرار الجناس: وهو اتفاق في اللفظ واختلاف في المعنى

ـ تكرار الجمل

ثم نحاول تقديم استنتاج حول علاقة البنية الإيقاعية للقصيدة المدروسة مع الخطاب الشعري الذي تنتمي إليه.

ـ الصورة الشعرية: ندرس فيها جانب التصوير في القصيدة، حسب نوعية القصيدة ونوعية الصورة المعتمدة داخلها، أهي صورة بالمفهوم القديم، أم صورة بالمفهوم الحديث، ثم السعي لربط نوعية الصورة الموظفة في النص بالخطاب الذي تنتمي إليه.

ـ الأسلوب: ندرس فيه البنية الأسلوبية للنص من حيث اعتماده على الخير و الإنشاء، (في هذا المستوى نستخرج نموذجا للخبر الابتدائي، ونموذجا للطلبي، ونموذجا للإنكاري، وفي الإنشاء نستخرج نماذج للإنشاء الطلبي وغير الطلبي:

تركيب تقويم:

لابد أن يجيب عن السؤال التالي: ما مدى تمثيلية النص للخطاب الشعري الذي ينتمي إليها؟ وما وجهة نظرك في القصيدة على مستوى هذه التمثيلية؟ ونتحدث فيه عن عنصرين:

ـ الخلاصات التي انتهى إليها النص على مستوى الفهم والتحليل سواء في جانب المضمون أو جانب الشكل (أي إنه سيتم سرد خصائص الخطاب المتوفرة داخل النص شكلا ومضمونا). مثلا:

ـ الرأي الشخصي في القصيدة: تقدم فيه وجهة نظرك في النص من حيث قدرة الكاتب ونجاحه في تمثيل المدرسة التي ينتمي إليها، وحدود التوفيق والنجاح.