ويشمل هذا الارتقاء مختلف المجالات الاقتصادية
والاجتماعية والثقافية والسياسية.ويدخل موضوع التنمية في إطار علاقة الإنسان
بالتنمية في إطار مجزوءة القضايا المعاصرة،الشيء الذي يدفع الكثير من الناس تطرح
تساؤلات التالية :
① ما معنى التنمية
الشاملة ؟ ⑤ ما هي مرتكزات
التنمية المستدامة ؟
② ماهي أقسام التنمية الشاملة وما مؤشراتها؟ ⑥ ما هي شروط التنمية المستدامة ؟
③ ماهي شروط
التنمية الشاملة؟ ⑦ وما علاقة
التنمية الشاملة بالتنمية المستدامة؟
④ ما مفهوم التنمية
المستدامة ؟
إن التنميــة
لغـــــــة : مصدر للفعل نمى بمعنى طور
واصطــلاحــــاهــي
:عملية إنســـانية إرادية تدفع بالمجتمع إلـــى درجة مــن التقدم يمكن قيــــاس نتــائجه انطلاقا من عدة مؤشرات
:






إذن فالتنمية عملية شاملة ومتكاملة تمس جل مجالات الحياة الاقتصادية
والاجتماعية والسياسية ،مما أدى إلى ظهور مفهوم التنمية الشاملة،ويختلف مفهوم
التنمية عن مفهوم التغير لأن التغير لا يعني بالضرورة التقدم الحاصل في بلد
معين،بل يعني أيضا التراجع الذي يعرفه بلد معين.وتنقسم التنمية إلى أربعة أقسام :
التنمية الاجتماعية : التي تهدف إلى
تطوير التفاعلات الاجتماعية وتقوم على مؤشر الصحة،مؤشر الأمية ومؤشر المساواة
بين الجنسين.
التنمية الاقتصادية :
وهي تعني مجموع التطورات الكمية
والنوعية التي يعرفها الاقتصاد في بلد
ما،وتتم دراستها
من خلال ثلاث مؤشرات وهي
معدل الدخل الفردي،الناتج الداخلي الخام،ونوع
وبنية الاقتصاد
التنمية السيـاسية : التي ظهرت منذ ستينيات القرن 20
كحقل يهتم بتطوير البلدان غير الأوربية في اتجاه
الديمقراطية وتتم
دراستها من خلال مؤشرين: انتشار مظاهر الديمقراطية،وتطور حقوق الإنسان.
التنمية
الثقــــافية : فهي تسعى إلى الرفع من
مستوى الثقافة في بلد ما وترقية وعي الإنسان،وتقوم على مؤشرين
اثنين هما :
v نسبة تعليم الكبار.
v نسبة التمدرس بالنسبة للأشخاص أقل من خمس عشرة سنة.
ولتحقيق التنمية
الشاملة يجب على المجتمع أن يحقق مستويات أعلى للدخل الوطني والدخول الفردي،وأعلى
مستويات للمعيشة والحياة الاجتماعية وذلك بإعطاء حق التعليم للجمع بدون
استثناء،وتحقيق المساواة بين الجنسين بإعطاء المرأة حقها في الظهور في المجتمع
مثلها مثل الرجل في مختلف المجالات ونشر التعليم بالمناطق الفقيرة والأحياء الأشد
خصاصة ،ثم إنه على الجهات المعنية أن تخفض من عدد العاطلين عن العمل وعدد الذين
يعيشون في فقر مدقع،وأن توفرلهم الحاجات الأساسية من مأكل ومشرب وملبس،وأن تعطيهم
فرصا للعمل تمكنهم من تحسين ظروفهم المعيشية من جهة،والمساهمة في الرفع من الإنتاج
الاقتصادي واقتصاد البلاد من جهة أخرى،كقيام المغرب بعملية غعادة إيواء آلاف الأسر
من الدور الصفيح في مدينة الدار البيضاء في شتنبر سنة 2013.
و يعرف عصرنا
الحالي انتشار مفهوم ومصطلح التنمية المستدامة التي هي عبارة عن برامج من شأنها تحسين نوعية حياة البشر ضمن قدرة
التحمل الراهنة لنظام دعم الحياة فوق كوكب الأرض حسب تقدير الأمم المتحدة للبيئة.
وترتكز التنمية
المستدامة على قيام البشر بنشاطات منتجة سواء في المعامل أو مختلف الأماكن
المنتجة،وتساوي الفرص المتاحة لجميع الناس دون تمييز بسبب اللون أو الجنس أو العرق
أو معدل الدخل...،والتمكين حيث إن التنمية تتم بالناس وليس فقط من أجلهم لذا فعلى
الناس أن يساهموا في تشكيل حياتهم مقابل تنمية فعالة،بالإضافة إلى عدم توريث
الأجيال المقبلة ديونا تعجز عن مواجهتها.
ولتحقيق التنمية
المستدامة يجب أن يتم التوفيق بين مزاولة النشاط البشري والحفاظ على الموارد
الطبيعية من أجل استمرار الوجود البشري والرفاهية الاجتماعية،ويتطلب ذلك مجموعة من
الشروط وهي :
ü الترشيد في استعمال الموارد الطبيعية وعدم استنزافها.
ü استهلاك الموارد الحيوانية والنباتية في حدود قدرتها على تجديد ذاتها لكي
لاتنقرض.
ü تجنب توريث ديون اقتصادية أواجتماعية تعجز الأجيال المقبلة عن مواجهتها .
ü تجنب تلويث البيئة ،واستنزاف الموارد الطبيعية،مع توفير مناخ سياسي
واجتماعي وثقافي ملائم :مناخ يقوم على مبدإ الحرية والمساواة،ومناخ تتم فيه صيانة
كرامة الإنسان واحترام حقوقه.
ويرتبط مفهوم
التنمية المستدامة بالتنمية البشرية في كون أنهما الاثنان يثفقان على تحسين نوعية
حياة البشر وتحسين أوضاعه في المجتمع،فالاستدامة لا تقتصر فقط على البعد البيئي بل
إنها تتحقق عندما يتم التوفيق بين الاحتياجات الاقتصادية والاجتماعية والاهتمامات
البيئية من أجل تحقيق تنمية فعالة من وجهة نظر اقتصادية وتجارية وثقافية.
ويختلف مفهوم
التنمية المستدامة عن التنمية الشاملة في كون أن الأول يقوم بتحسين أوضاع الفرد
داخل مجتمعه مع مراعاة حقوق الأجيال المقبلة في الاستفادة من الموارد الطبيعية للبلاد،أما
التنمية فهي عملية توسيع للخيارات المتاحة أمام الناس وتكون هذه الخيارات بلا حدود
أي بدون التفكير في ما سيقع بالأعوام المقبلة،فهدفها الوحيد هو تحسين حياة الفرد
ولكن تبقى التنمية المستدامة ضرورية لاستمرار كل تنمية بشرية سواء في العصر الحالي
أو الأعوام المقبلة. ولا تنسى أيها الفرد أن تحقيق التنمية المستدامة ليس فقط من
مسؤولية الحكومة أو قطاع واحد أو قطاعين من المجتمع بل إنها مسألة تهم مكونات
المجتمع بدون استثناء.
إن تحقيق التنمية
يتطلب التوفيق بين التنمية الاقتصادية والتنمية السياسية والتنمية الاجتماعية
والتنمية الثقافية.وتقتضي هذه العملية مراعاة حقوق الأجيال المقبلة في الاستفادة
من خيرات البلاد ومواردها الطبيعية وهذا ما يسمى بالتنمية المستدامة .
من إنجاز : سوكينة ربايبي