موضوع الحداثة
---- تعرف الحداثة بكونها الجدة و
تقابلها القدامة، و تدل على نمط حياة جديد يمكن الإنسان من أن يعيش عصره و يواكبه.
و إلى جانب ذلك، الحداثة تصور و فكر يتأسس على العلوم و المدارك. فما مقومات
الحداثة؟ و ما مظاهرها على المستويين الاقتصادي و
الاجتماعي؟ ثم إلى أي حد يمكن للعالم العربي الاستفادة من الحداثـــــــات الغربية؟
الاجتماعي؟ ثم إلى أي حد يمكن للعالم العربي الاستفادة من الحداثـــــــات الغربية؟
---- ترتكز الحداثة على ثلاثة
مقومات أساسية هي العقل و الفاعلية و الحرية. أما العقل فهو لغة مصدر من فعل عقل
بمعنى ربط و ذلك لأنه يعقل صاحبه من الوقوع في الزلـــل، و في الاصطلاح هو ملكة
فكرية لدى الإنسان تمكنه من التمييز و إصدار الأحكام و الوصول إلى الوعي و الإدراك.
و يشير المصطلح أيضا إلى مجموع العمليات الذهنية التي ينجزها الدماغ؛ و هو الأساس
الأول للمنظومة الحداثية لكونه منتجا للعلوم و المعارف. أما المقوم الثاني فيقصد
به الدينامية و نقيضها السكونية، فالفاعلية مصدر للتغيير و التجديد عكس السكونية
التي يعقبها استقرار سلبي و موت معنوي. من أهم شروط الفاعلية أن تتسم بالإيجابية
رغبة في تعميم النفع على الفرد و المجتمع. بينما تعتبر الحرية،ثالث مقومات
الحداثة، حقا جبليا يعاكس العبودية، و يسعى إلى تحقيق إنسانية الإنسان. و حيث أن
الحرية "شجرة تسقى بدماء الشهداء" فحري بكل من يسعى وراءها أن يقاتل و
يضحي لأجلها. و لب الحرية الإبداع، إبداع تتفجر من خلاله طاقات إنسان حر، و تتجلى
بين طياته مظاهر الحداثة.
و ما دامت الحداثة أسلوب عيش سائر بالمجتمع نحو التغيير الشامل، فإن مظاهرها تنصب في جميع المجالات. ففي الحقل السياسي، عرفت الدولة سلسلة من الأنظمة المحكمة التي عززتها الديموقراطية و العدل و حرية التعبير، و ساهمت في ازدهارها المؤسسات السياسية المتنوعة. و أما على مستوى الاقتصاد، فقد زامن ظهور مفهوم الحداثة تشكيلا للبنيات الاقتصادية الجديدة كالمصانع الكبرى و الموانئ و المطارات المجهزة التي ساهمت في الرقي بالمجال الاقتصادي، إلى جانب عصرنة الفلاحة و جعلها مدرة للربح و الاهتمام بخلق فرص الشغل، ناهيك عن التسهيلات التي عرفتها الاستثمارات و المقاولات الخاصة.
لقد أضحى العالم العربي اليوم بحاجة إلى الرقي بالحداثة و تطويرها لبلوغ الازدهار الذي شهدته الدول الأوروبية. و الواقع أن الاستفادة من الحداثات الغربية و استنباتها في التربة العربية عموما و المغربية خصوصا أمر ممكن حدوثه، لكن وجب الالتزام بشرطين : أولهما المحافظة على الهوية و تحصين الذات تفاديا للانسلاخ عن الثقافة الأم؛ و ثانيهما استجلاب ما ينفع عند الحاجة أي الانفتاح على كل جديد و مستجد.
و ما دامت الحداثة أسلوب عيش سائر بالمجتمع نحو التغيير الشامل، فإن مظاهرها تنصب في جميع المجالات. ففي الحقل السياسي، عرفت الدولة سلسلة من الأنظمة المحكمة التي عززتها الديموقراطية و العدل و حرية التعبير، و ساهمت في ازدهارها المؤسسات السياسية المتنوعة. و أما على مستوى الاقتصاد، فقد زامن ظهور مفهوم الحداثة تشكيلا للبنيات الاقتصادية الجديدة كالمصانع الكبرى و الموانئ و المطارات المجهزة التي ساهمت في الرقي بالمجال الاقتصادي، إلى جانب عصرنة الفلاحة و جعلها مدرة للربح و الاهتمام بخلق فرص الشغل، ناهيك عن التسهيلات التي عرفتها الاستثمارات و المقاولات الخاصة.
لقد أضحى العالم العربي اليوم بحاجة إلى الرقي بالحداثة و تطويرها لبلوغ الازدهار الذي شهدته الدول الأوروبية. و الواقع أن الاستفادة من الحداثات الغربية و استنباتها في التربة العربية عموما و المغربية خصوصا أمر ممكن حدوثه، لكن وجب الالتزام بشرطين : أولهما المحافظة على الهوية و تحصين الذات تفاديا للانسلاخ عن الثقافة الأم؛ و ثانيهما استجلاب ما ينفع عند الحاجة أي الانفتاح على كل جديد و مستجد.
---- و خلاصة القول، إن الحداثة
تحول ثقافي شامل و تجديد حضاري جذري لذا من الواجب التعامل معها بحرص بغية الوصول
إلى التطور المنشود. فما آفاق عصر ما بعد الحداثة ؟
حرر من طرف:
فاطمة الزهراء أختار.
فاطمة الزهراء أختار.