قراءة تقديمية للديوان الشعري "دم وقلم"
للشاعر محمد بن إدريس بلبصير
الاستاذ . محمد قوساس
القراءة
المنهجية للديوان الشعري
«
دم و قلم » للشاعر محمد بن إدريس بلبصير
اصدارات
: جمعية القاضي عياض للتنمية و التكافل
الاصدار
: رقم 1
نادي
احمد بصير للثقافة و الابداع
الطبعة
الاولى : 2012 مطبعة طوب بريس -
الرباط
I.
مستويات
القراءة المنهجية (تعريفها)
اولا : القراءة التوجيهية (5محاور)
-
تعتمد على المدخلات والمفاتيح
-
المدخلات جسور/ نصوص موازية/ عتبات.
-
المدخلات خصائص مميزة لبنية المؤلف.
المحاور الخمسة:
م1 : التعريف بالشاعر
م2 : قراءة في جنس المؤلف
م3 : قراءة في الغلافين
م4 :قراءة في الغلافين
م5: قصائد الديوان
ثانيا : القراءة
التحليلية (4محاور)
-
قراءة تفكيكية تجمع بين الماذا؟
والكيف؟
-
البحث في جماليات النصوص الشعرية على
مستويات عديدة.
المحاور الأربعة:
م1: دراسة البنية
المعجمية والدلالية
م2 : دراسة البنية
لايقاعية (الداخلية – الخارجية)
م3 : دراسة البنية
البلاغية (المجاورة/ المشابهة/ الانزياح/ الرموز...)
م4 : دراسة البنية
الاسلوبية
ثالثا : القراءة
التركيبية و التقويمية(محوران)
-
قراءة تجميعية لخلاصات القراءتين
السابقتين
المحوران :
م1 : دراسة بنية تاليفية
الشكل
م2 : دراسة بنية تاليفية
المضمون
II.
القراءة التوجيهية (5محاور)
1. التعريف
بالشاعر
·
المسار
الدراسي
-
الشاعر من مواليد سنة 1944بسيدي قاسم(أول
قصيدة تصدرت الديوان موقعة بمسقط رأسه صيف 1965 تحت عنوان "السر المحجب")
-
فقد بصره في السنة الخامسة من عمره
-
في السنة السابعة التحق بالكتاب، ختم
القرآن بتوجيه من الواد على يد فقيه أربع ختمات، كما حفظ مجموعة من المتون اللغوية
والفقهية.
-
رحل إلى فاس في أكتوبر 1959 فحصل على الشهادة
الابتدائية من مؤسسة محمد الخامس لإنقاذ الضرير.
-
نال شهادة الباكلوريا من القرويين سنة 1970 .
-
التحق بكلية الحقوق بالرباط غير أنه غير التوجه استجابة
لميوله الأدبي فواصل دراسته بكلية جازة سنة 1975
·
المسار
المهني
-
-
تعين أستاذا للغة العربية بالمنظمة
العلوية لرعاية المكفوفين بفاس.
-
سنة 1987 انتقل إلى مكناس أستاذا لنفس المادة.
-
في يناير 1994 انتقل إلى تمارة حيث عمل أستاذا للتربية
الإسلامية.
-
في 1997 انتقل إلى بني ملال حيث عمل أستاذا لمادة
التربية الإسلامية إلى أن تقاعد في متم دجنبر 2004.
-
تقاعد عن الوظيفة ولم يتقاعد عن النشاط
الدعوي والثقافي والفكري والإبداعي.
·
الاهتمامات
الممتدة/ الموازية
-
مهتم بكتابة الشعر منذ 1960وقراءته (الكاتب الجيد هو القارئ الجيد)
-
مهتم بالعلوم الشرعية تفسيرا وحديثا
وفقها.
-
مهتم
بالفلسفة والفكر الإسلامي.
-
محاضر وواعظ في ملتقيات أدبية وإسلامية
بمختلف المدن التي عمل بها.
-
مشارك ونشيط مع فعاليات المجتمع المدني، يلبي
دعوات الجمعيات...
-
خطيب
سابق بمسجد الأطلس بحي الأطلس/ حاليا بنفس المسجد يلقي درسين أسبوعيين (الثلاثاء
والسبت) قبيل صلاة العشاء وبعدها.
-
خطيب
حاليا بمسجد الزيتونة بحي المسيرة2.
2.
قراءة في
جنس المؤلف
·
الشعر في التداول
العام:
-
المؤلف عبارة عن "ديوان"
والديوان مجموعة من القصائد الشعرية التي تنتظم بمعيار معين: الزمان، المكان،
الموضوع...
والشـعــــــر:
-
كلام موزون مقفى
-
تختلف تفاصيله ودقائقه ومقاصده باختلاف
زاوية نظر المدارس والخطابات الشعرية: إحياء النموذج/ سؤال الذات/ تكسير البنية
وتجديد الرؤيا.
-
يظل الشعر انزياحا عن المألوف، وبحثا
مستمرا عن مواطن الجمال في الزمان، في المكان، في الشعور، في الفكر، في الفضائل
والقيم والأخلاق...
-
الشعر رسالة ومقاصد وغايات.
-
الشعر تكسير لأفق انتظار الملتقى لأن
الله وهب الشاعر موهبة يسبق بها الآخرين كما يقول المرحوم عبد الله كنون.
-
الشعر كلام فيه الحق وفيه الباطل كما
قال الرسول صلى الله عليه وسلم "الشعر كلام فيه الحسن وفيه القبيح" وكما
قال الله تعالى "والشعراء يتبعهم الغاوون ".
·
الشعر في التداول الخاص (
الشاعر/ الديوان)
-
يقول الشاعر في ص: 40"بين يدي
الديوان": "الشعر مرآة الباطن التي تنعكس عليها صورته دما الشعر إلا
لسان الوجدان وترجمته، رحم الله أحمد شوقي إذ قال:
والشعر إن لم يكن ذكرا وعاطفة ** أو
حكمة فهو تقطيع أوزان
-
الشعر مطية للتعبير والبوح والتغيير:
يقول
في قصيدة "أنه شاعر" الرقم 68، ص 189-190:
ترى هل تسمعون أنين شعري** وسكين التفاهة فوق نحـري
ولكني أغني رغم
حزني ** فهل لا تسمعون أنـــيـــن شعــري
-
الشعر مطية للتحدي والأمل والطموح:
يقول
في قصيدة "قصائد"
ألا يا قصائد كفـي دموعــا ** تضيــع جزافــا ضــياع الــرحيــق
وزفي أغاني تشد وعذابا ** بلحـــن زكــي
ومـجــــد عــريــــق
-
الشعر تاريخ وأمجاد وهوية وجهاد:
يقول
في قصيدته "من وحي شعر شاعر"
بالشعر نالت مجدها يعرب ** وغيــــر هـــامـن الــــورى مــــولد
|
|
وفي عكاظ قام سلطانه ** يـجــيـــز مـــا يجـــيــز أو يــنـــقــد
|
|
إذا الرماح بالدماء ارتوت ** فالشــعــر سيــف فــي
النهى يحصر
|
|
سجل أجداد لنا أحسنوا **
صنعــا بمــا أرســـوا ومــا وطـــدوا
|
|
فخلدوا بالشعر آثارهم ** نعـــم السجـــل نعـــم مـــا خــلـــدوا
|
يا شعر يا ابن الضاد هل لا ترى ** عـــودا عـلى بـدء
ليحيـا الغـد
- الشعر مطية للنقد والتصويب (الشعر وما أصابه من تردي بسبب
الاستغراب في الآخر وضآلة اللسان):
يقول في القصيدة نفسها "من وحي شعر شاعر":
أمجادهم وبالعدى
استنجدوا
|
04. أحفادك اليوم قد استنكروا **
|
|
فأعجم الفصيح ما استوردوا
|
22. ليستعيروا الشعر من أعجم **
|
|
بناؤها يغـري ولا
المـقصــد
|
26. طلاسيــم بــلا خلــول فــلا **
|
|
شعر وروح الشعر مستبــعـد
|
20. الشعر في نثر ومنثور هم **
|
21. يا شاعري لا يستعير الحجا** في الناس إلا
الخـامل الأقعــد
- الشعر وأدواره النفسية والاجتماعية
والجمالية:
يقول
في قصيدته "يا ريحه"
1. فالشاعر الملكوم أغنية المـدى ** تحـدو ركـاب المهـتـدي
والحـائـر
1. لا تنكري يده على الجرحى فلم** نسجت ضمادا كف نزف الخـاطر
9. فالشعــر درب منتــهاه تــألـق ** في القبة الـزرقاء رغــم
الحــاظـر
66. لا تذهبي يا ريحه بالشاعر ** فالكـون دون الشعر ليـس بناضــر
3. قراءة في الغلافين
1. الغـــــــــــــلاف الاول:
أ-
قراءة في
العنــوان:
قراءة نحوية تركيبية وداللية بالاضافة
الى العنوان في عالقته بالديوان:
-
العنوان جملة اسمية (تجمع في التقدير
اإلعرابي بين الوظيفة الابتدائية والخبرية/ الاختزالية والاختزانية)
-
دلاليا: الدم مصدر الكتابة والابداع
والقلم وسيلته والواو حافظة عنه صفة التناظرية
- والعنوان بلاغيا لا يخلو من الابعاد الرمزية: فالدم رمز والقلم
رمز
- كتب الشاعر في ص:2: "دم وقلم ديوان شعر من دم صاحبه وقلمه
ما أروع الرسم رسم صورتي بدمي ولا أجل فصاحة من القلم"
نلاحظ العالقة القائمة بين الدم والقلب
(جوهرالانسان) مصدر الاحساس والشعور والعقل والبصيرة مع اإلشارة إلى مركزية القلب
في الاسلام "الا وإن في الجسد مضغة.."الحديث. أما
القلم فترجمان الدم/ القلب وهنا أيضا الايحاءات القرآنية " ن و القلم و ما
يسطرون"
يقول الشاعر ص: 40: "عسى أن يكون "دم
وقلم" صورة صادقة لنفس صاحبه ولسانا ناطقا بحال حاضره وعازبه..."-
- يقول أيضا في ص39: "فهذه عصارة دم
متصبب عبر أدق فدام، مضغوط بين مطرقة الاحداث وسندان الايام، لا حول لصاحبه ولا
قوة إلا باحتضان السهام، فكان كما قال أبو الطيب
رماني الدهر بالارزاء حتى ** فــؤادي في غشـــاء
من نبــال
فصرت إذا أصابتني سهـام ** تكسرت النصال على
النصال
وهــان فما أبالي بالرزايــا ** لاني مــا
انتفعـــت بأن أبــالـــي
- يتحدث الشعر في قصيدته "القلب الصغير" الرقم
9 ص: 53، عن ثنائية الشباب والشيب وعلاقتهما بالقلب، ويبرز قمة الاوبة إلى الله
تعالى
. 6 - ليس يدري الصدور إلا إلـه
** قد حواهــا وسـرها في كتـــاب
- يقول في قصيدة "رثاء حب" الرقم 15 ص: 63
5. أنا قلب بلا دم فيه يجــري
** أنــا حب بــلا وصــال مبــاح
- يقول في قصيدة "عزاء قلب" الرقم 28، ص: 84
لا ترث يا قلبي حيــاة أقفرت ** من لامعات السعد في الافق
الفسيح
- يقول في قصيدة "يا قلب" الرقم 29، ص: 85 في حوارية
تأنيبية لقلبه
كنت قلبا ذا ذكاء في الهواء ** كنت تدري كيف ترعى أضلعـك
كنت تدري في الهوى ما التقى ** كنت صدري كيف تأتي موضعك
كنت لا ترضى هوى إلا هواك ** متفــان فيـــك يــرعى مضجـــعك
يقول في تصبير القلب في قصيدته "يا قلب صبرا" الرقم 34، ص101:
إن تخب أو تنهزم فـي هيـــام ** فــرويـــدا ثــم مهــلا
وصــــــبرا
ب- قراءة
في الصورة
(من ابداع الفنان رشيد بورقيبة)
-
العلامة الايقونية : القلم
·
التركيز على أصالته المحايثة للريشة
القصبية
·
القلم وضعية انطلاق الكتابة على صفحة
بيضاء
·
القلم منطلق من خانة حمراء/ تشكيليا
وهنا التناغم بين الصورة والعنوان.
-
العلامات التشكيلية :
اللون الاحمر: منطلق الكتابة (الدم،
الخطورة، المخاض، الحياة )
اللون الابيض: المساحة التشكيلية
الكبرى في الصورة (الحياة، الامد)
ويمكن قراءة البياض المهيمن على:
·
أنه الامل المبتغى مقابل السواد المعيش.
·
إن القراءة النقدية للواقع/ لألمة..هي
في المآل والغاية تجميل له.
-
العلامات اللسانية
·
العنوان
·
الجمعية/ النادي
·
جنس المؤلف
·
اسم الشاعر
2.
الغـــــــــــــلاف
الثاني
عنوانه: ذ. محمد بن إدريس بلبصير رحلة نصف قرن من الشعر
ا- أيقونة الصورة الفوتوغرافية ودلالة التشكيل الاخضر وهيمنة المستطيل الاحمر
)الامل وغلبة الالم(
ب . ثلاث إشارات:
·
الديوان تجربة شعرية رائدة وسمفونية
خالدة مع النفس والروح
·
موسوعية المؤلف: شاعر، فنان...
·
في الديوان: مرح الطفولة، صبوة الشباب،
تجربة الرشد، حنان األبوة، هم المنشغل بالذات والوطن واألمة، رفض الظلم واالستكبار...
4 . الخطاب المقدماتي
1.
التقديم الذاتي (من الشاعر)
ا . إلهداء من الشاعر إلى القارئ(ص 5-6)
·
إهداء نوعي يخاطب الجانب األخالقي في
المهدى إليه باعتباره أساس إنسانيته "إلى تلك الخصال العظيمة وتلك السجايا
الكريمة"
·
إهداء مفعم بنبرة الحزن المشفوعة بالتحدي "إلى كل إنسان
يعتز بإنسانيته، يتلذذ بطعم الشقاء، في سبيل أن يحيا شريف النفس عالي
المعنى.." وكأني بالمتنبي يقول: أو العقل يشقى في النعيم بعقله ** وأخو
الجهالة في الشقاوة ينعم
·
إهداء المتيقن من بضاعته "أهد ديواني هذا المتواضع في شكله
ومبناه، الرفيع في مضمونه ومعناه: دم وقلم..
ب. تقديم بقلم الشاعر كتبه سنة 1996 (ص:
37-38) أكد فيه على
·
منهج الكتابة "ولا أدعي أني أقدم للقارئ
الكريم ما حسن رصفه ودق وصفه بقدر ما أتعهد بترجمة حسي وتصوير ما في نفسي مع
الحفاظ على أصالة الشعر العربي في لغته وقواعده، دون شطط في تقليد وال مجازفة
بادعاء تجديد
·
وفي موقفه من الناقد يقول: "وبكل
احترام كبير أقول للقارئ الكريم: سوف ال أهتم بإنصاف ناقد وال بإجحاف جاحد ما دمت مؤمنا بصدق المعنى وأصالة
المبنى، وحسب الشاعر أن يخلص لحسه، فليستريح لنفسه
ت. بين يدي الديوان (مقدمة الشاعر
مرتبطة بزمن هذه الطبعة األولى( (ص 39-41)
·
يعتبر الشاعر هذا الديوان "عصارة
دم متصبب عبر أدق فدام، مضغوط بين مطرقة الاحداث وسنوان الايام، لا حول لصاحبه ولاقوة
إلا باحتضان السهام"
·
الشاعر والمتلقي "ولست أريد بهذ
التقديم أن أقحم القارئ الكريم في ليل التشاؤم واليأس الاثيم إلا أن من الجراح ما
يتلذذ بذكراه، ومن الليل البهيم ما يستراح فيه بمسراه... وما الشعر إلا لسان
الوجدان وترجمته، وعسى أن يكون "دم وقلم" صورة صادقة لنفس صاحبه ولسانا
ناطقا بحال حاضره وعازبه، ورحم الله أحمد شوقي إذ قال
والشعر إن لم يكن ذكرا وعاطفة**أو حكمة
فهو تقطيع وأوزان
·
في المنهج المتبع في الديوان:
"اخترت أخي القارئ أن أرتب هذه البقية الباقية ترتيبا زمانيا منذ أقدم إنتاج
ال يزال بين يدي أو عثرت عليه عند بعض األصدقاء. سلكت هذا المسلك في الترتيب،
عادال عن أي تصنيف أو تبويب، ألني أرى أن حياتي كلها عبارة عن قصيدة واحدة، تتقلب
بحورها وقوافيها بتقلبات حياتي في ما كان يكتنفها أو يعتريها، فحياتي عقد تلون
عقيقه وتشعب طريقه".
·
في عاقة الشاعر بالناقد: "وال أحب
أن ينتثر العقد فيعيد نظمه غيري حسب هواه، فتتشوه صورتي، ويضل الناظم هداه. فلست
أخاف على شعري نعتا بضعف توير أو خيانة تعبير ولكني أخاف تطاول بعض النقاد على
تحميل شعري ما لم أحمله إياه وال أخطر على األدب من أن تنصب دراسته في غير مجراه..."
التقديم الغيري
ا . الكلمة التقديمية لجمعية القاضي عياض بقلم ذ. عبد الحافظ
األكرمين(ص 7-8)
·
ذ. بن ادريس والمقبولية الروحية لدى المتلقي
(شاعرا وواعظا)
·
ذ. بن ادريس والموسوعية: شعره، وعظه،
فقهه، فكاهته (الابتسامة الملازمة له)
·
الختم بدعاء: دم طيبا، ممدود إليه للاخوة
والمحبة والصالح والعلم، ودامت لك الكلمة جوادا، والقريض سيفا، دم عالما يتعالى
منك الكلم الحق رفرافا، يعانق الصدق والتقوى، ويتلفع بالخشية شرفا.
ب. تقريظ: ديوان دم وقلم
بقلم العلامة الجليل ذ. عبد الله بلمدني(ص 9-10)
بعد
الحمد والشكر والصالة على الرسول صلى هللا عليه وسلم
·
ذكر بالعلاقة الاخوية بينه وبين الشاعر
بتعبير جميل بليغ يعمق دلالات عنوان الديوان: "الديوان النفيس"دم
وقلم" لاخي وحبيب قلبي الشاعر الالمعي والاديب اللوذعي الاستاذ الجليل سيدي
محمد بلبصير... اللذان يقول: وهل مثلي يجيد العبارات التي يصدر بها مثل هذا
الديوان الذي كتب بدمع رقراق، وسطر بحزن وأشواق، كلماته تنفر بسمعها إلى الاعماق...
·
ذكر الشيخ الجليل بلمدني
بخصال الشاعر وخصائصه
-
إنه شاعر يحمل هموم أمته "فهو رجل
بهموم أمته مسكون، وبحالها مغموم ومحزون، يسوقه الهم تارة إلى محراب المناجاة،
فيرفع عقيرته إلى رب الارض والسماوات بكلمات نبرات..."
-
وهو شاعر يتألم لتمزق االامة...ثم
يسوقه الشعر تارة أخرى فيجول ببصيرته ليتفرس في أمة مزقها الخالف وقطعها االختلاف...
-
وهو شاعر يتسلى بعد الحزن بالامجاد
"... ولكنه يعود مرة أخرى فبزرع الامال بلا حدود في الافئدة والارواح حيث
يذكر بعهود الالمة الذهبية وما كان لها من ريادة في البشرية وسيادة وسؤدد في الانسانية.
فيهيب بجيل الصحوة ليقتفي حطى أهل الصفوة من سلف هذه الامة. ليحقق الامال ويتقن
الخطط والاعمال..."
ث. ذ. محمد بن ادريس بلبصير ملتقى االادب والدين والشعر والفكر
بقلم الاستاذ الدكتور شبار، أستاذ التعليم العالي ورئيس مركز دراسات المعرفة
والحضارات كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية جامعة السلطان موالي سليمان ببني ملال(ص
11-13)
·
قدم د. شبار باإلشارة إلى تولي عصر
الموسوعات البشرية أمام دقة التخصصات وكثرة العلوم وازدحام المعارف.
·
ويشير بعد ذلك إلى أنه "ليس عيبا
أن تقل الموسوعية أمام زحف التخصص لكن العيب أن تنفرط النواظم الجامعة بين
التخصصات، فتوحدها عند األصل والمرجع الذي يزودها بالرؤية والقيم الضرورية، ويضفي
عليها البعد الغائي والمقصدي كما قال هللا تعالى: "حتى يتبين لهم أنه الحق"
·
ثم يستطرد: ليقدم الشاعر بن ادريس
نموذجا لهذه الموسوعية التي قلت "أحببت أن أوطئ بهذه اإلشارة للتأكيد على أن ثمة بقايا وفلتات من
اإلرث الموسوعي ولو في بعض الدوائر العلمية المتقاربة والمتداخلة.."
·
ثم يعدد د. شبار معالم ومظاهر
الموسوعية عند الشيخ بن ادريس: في اللغة ، واألدب والفقه والتفسير وفي الشعر قديمه
وحديثه وفي الفكر واألخالق... يقول: "إن األستاذ بن ادريس نموذج عملي لقيمنا
الدينية العلمية الضائعة، إذا وعدك كان في الموعد والوقت ال يخلفه، وإذا التزم معك
أدى الذي عليه بإتقان وتفان، وإذا نسيت ذكرك، وإذا برزت مشكلة بادرك إلى طلب الحل
مقترحا وغير ذلك من صور السلوك العملي الملتزم الذي غدا عملة نادرة في زمن هدر
الوقت وإضاعة األمانة والتهاون في أداء الواجب..."
·
وفي مجال الشعر يقول د. شبار "فهو
ليس حافظا لألشعار فحسب بل ناظما لها كذلك مستحضرا فيها هموم األمة وقضاياها،
واصفا لمشكالت مقترحا لحلول، ناقدا لألوضاع؛ فتراه يوادع ويجامل حبنا، ويخاصم
ويجادل حبنا آخر، رائده في ذلك االنتصار لقيم الحق والخير والعدل والحرية والجمال،
والقطيعة مع الظلم واالستبداد والفساد والكسل والخمول والرتابة والجمود والعجز
والتواكل، وكل ما يجعل األمة تستمر في حالة الوهن واالنحطاط. إن شعره وبحق جرس
منبه، قارع لآلذان، موقظ للضمائر، باعث لإلرادة والعزيمة، رافع للهمم، طالب للمعالي
في إباء وشموخ..."
·
وفي مجال الفكر يقول: ... ثم إن
األستاذ حفظه هللا مفكر جامع.. إن المرء عندما ترتبط نفسه بالمطالب العالية والقيم
البانية، ثم تجد واقعه في اتجاه معاكس لها، غالبا من تكتنفه جدة طبع ونقد، فتجعله
كثير التألم سريع الشكوى ال يهدأ له بال حتى يقدم االعوجاج ويصلح الفساد، وتلك
معركة مفتوحة أمام االصالح والمصلحين، يقومون فيها بواجبهم وواجب غيرهم الذي ضيعه
وفرط فيه أهله
ج. "قرأت ديوانك التليد فعرفتك من جديد، فعذرا على ما فات من جهلي الاكيد"
توقيع: أخوك ومحبك في الله ذ. ادريس وهنا المندوب الجهوي للشؤون الاسلامية لجهة
تادال-أزيلال
·
في تعميق
دالالت العنوان وأولوية الدم على القلم "قدمت الدم على القلم عنوانا لقصيدتك
أو باألحرى لقضيتك، إنه الدم الذي ينزف من قلب صادق صدوق، موصول باهلل جل في عاله،
مكلوم بواقع أمة جريحة كسيرة، ليمدوا القلم بمداد أحمر صادق، استطاعت أن ترسم به
مشاهد طافحة بالحركة والحياة عنوانها األبرز: أما آن لهذه األمة أن تستفيق؟.."
د. شهادة في حق صاحب الديوان
توقيع: "محمد الحسين نحو" طالب بسلك الماستر "الحوار الديني
والحضاري وقضايا التجديد في الثقافة الاسلامية جامعة السلطان موالي سليمان ببني ملال
بتاريخ: 13 جمادى األخيرة 1433هـ/ 3 ماي 2012م:
·
يستعرض الاخ الطالب ما استفاده من
الشيخ مدة معاشرته ومالزمته له زمنا يزيد على 62 سنوات:
-
عرفه شاعرا أديبا يعمل في صمت، مؤمنا
برسالية االادب ومقصديته في استنهاض الامة.
-
عرفه عاشقا للغة القرآن، باحثا عن
الحق، صريحا شجاعا، ضابطا لمواعده، صبورا متحمال يقول: "عرفته بهمة عالية في
طلب العلم، فقد بصره وصابر وتحمل كل مشقة وتخطى كل عقبة في سبيل ذلك، ومنها أن فقد
البصر لم يمنعه من الجد والمثابرة وقد عوضه هللا بفقد البصر ذكاء حادا، وبديهة
حاضرة، وجرأة في الحق، وقدرة على التصدي للباطل وأهله، وقوة في اإليمان، ويقظة في
الضمير ونفسا شديدة الحرقة على أمته..."
و. المقدمة بقلم الدكتور عبد اللطيف الوراري(ص 21-29)
·
يذكر بداية بالفضاء الزماني والمكاني
المؤطر للديوان(4 عقود ونيف موزعة بين فاس ومكناس وسلا وبني ملال)
·
يذكر مناسبة التقائه بالشاعر صيف 2010
بمدينة الخميسات بالمجلس العلمي المحلي والموضوع قراءات شعرية
·
بعد ذلك يتحدث عن مفهوم الشعر عند
الشيخ "فهو ينهل من الشعر العربي القديم ويحافظ على أصالته لغة وإيقاعا
وتصويرا وأسلوبا مضطلعا بأداء وظيفتين: ترجمة حسه اإلنساني وتصوير ما يخالج النفس
من هواجس وأشواق وهموم+ للشعر رسالة إنسانية سامية حمالة لقيم الخير والجمال
والمحبة صادحة بأخالق اإلسالم ومبادئه السامية..."
·
اعتبره شاعرا جامعا بين القديم والجديد
"نجده مترسما خطى القدماء في نسج أساليبهم وصورهم من أمثال المتنبي والبحتري
وابن زيدون وسائرا مع المحدثين في ركاب رؤاهم المتجددة التي تتأمل الحياة وتسائلها
بمن فيهم أحمد شوقي وأبو القاسم الشابي وإيليا أبو ماضي ومحمد مهدي الجواهري وعبد
هللا البردوني...مع تسجيل حضور طريقته الخاصة في اإلفصاح والبوح.
·
كتب الشاعر في مختلف األغراض الشعرية :
الوصف والغزل والرثاء والفخر ولم ينظم في غرضي الهجاء والمديح، إال ما كان في هجاء
الحكام الذين رضوا بالذل طلبا للكرسي وما كان في المديح النبوي" ويستدل على ذلك كله بأبيات
وقصائد الديوان.
·
يتحدث في منطق ترتيب قصائد الديوان
"عدل الشاعر أن يسلك في ترتيب قصائده وتصنيفها بمنطق الغرض الشعي، فهو يرى
حياته كلها قصيدة واحدة تتقلب بحورها وقوافيها بتقلبات هذه الحياة التي عاشها بدمه
وقلمه..."
ز. كلمة في حق الديوان "دم
وقلم" ذ. رضوان بن عروب (ص 31-36)
·
بعد ذكره
لخصال الشاعر ركز على خاصية الموسوعية "فهو المفسر والبالغي والنحوي واللغوي
والناقد والمربي والشاعر..."
·
ربط شعر
الشيخ بحياته وذكر بأهمية الظاهرة الفنية التي تستجلب مكنونات النفس وتربطها
بالكون والوجود مستحضرا في السياق مجموعة من النقاد والشعراء: ريمون باير والمتنبي
وعالل الفاسي وأبو العلاء...
·
أكد على
أهمية الشعر وضرورة استمرار وظيفته مستشهدا بقول أمل دنقل: "إن الشعر وحده
كاف لتقديمي للناس، ولكن يبدو أنه البد مما ليس منه بد، وأن يتحدث اإلنسان عن
ذاته، وإذا كان شيء أقدمه أو إسهام"
5. قصائد الديوان
1- مقاربة إحصائية:
-
قصائد الديوان (من ص 43 – 379)
-
بلغ عدد القصائد 121 قصيدة
-
اقصرها تتكون
من بيت واحد "ما قصائد"
·
"قدر" (الرقم 5 ) في الحكمة
·
"شعار الخلود" 37 في التحدي و ملازمة الشعر
·
"امل" 40 في التحدي و الامل
·
"زارع القمر" 53 في خيبة الامل
-
اطولها
·
"با الله " 120 130 بيتا في مناجاة الله
·
"مولد النور" 91
·
"حنين و انين" 107
·
"البلبل المقصود" 42
·
مبعث الاسود
·
نايك الذي تجهلين 52
2- الموضوعات الشعرية (األغراض الشعرية/
التجارب/ الرؤى...)