
حطت رحالها في ديار مجهول
لا عنوان ولا رسالة ولا مرسول
ما استجاب الزمان لأسألها
السؤال المفروض
رحلت دون وداع
كنت لأصوره بلا تردد وأجعله تمثالا
في صرح دائم الرؤية بلا انقطاع
وحكي بين الناس كمجنون ليلى المشاع
ليته سفر كان في الحسبان
لكني أقول أنه وداع قد ضاع واندثر
ليكون وداعنا ابتسامة
وتذكر للحب والعطاء
ونرسم لوحة كأننا في أول لقاء
ونتتبع النجوم والقمر في السماء
ونسهر الليالي بين رقصات المطر
وعنفوان النوم يداعبنا
وما نحن له ماثلين حتى نشاء
ونهيم في الزقاق
ونغني بأصواتنا الثملة
التي تقرع الشبابيك كل مساء
ليته
سفر كان في الحسبان
لكني
اقول أنه وداع قد ضاع واندثر
ودعيني حتى لا اخاف الأشباح
ولأتحمم بعطرك الجميل
فإن في عطرك عيش الخلود
ولأنسى البكاء بعد الفطام
ودعيني لأرفع يدي بكبرياء
وأقول سلاما ما بعده لقاء!
يا أخت الورد لا تكوني على عجل
فأنا في الورد هائم لا أبصر الخطر
ليعيش الورد ما دمت له نسب
والربيع لك أهل رواية للعاشقين روح وجسد
ليته
سفر كان في الحسبان
لكني
أقول أنه وداع قد ضاع واندثر
إنما الوداع ماضي العيون
وكلام لا يزول
وتناسيا للحقد المعتمل في الصدور
افتحي ذراعيك وضميني
حتى لا أصاب بالتوحد وأمسي مجنونا
وأنام في الشوارع نوما قد يطول
ليكون وداعنا ليلة على شط البحر
نلاعب الموج ونحلم بالمستحيل
لا أود معاشرة النساء في القمر
اخشى الأنام بعد طلوع الفجر
ويضيع وداع من كانت على سفر
ليته
سفر كان في الحسبان
لكني
أقول أنه وداع قد ضاع واندثر