اللص والكلاب
1)جرد وتصنيف
القوى الفاعلة بخلفية النموذج العاملي
القوى الفاعلة ومميزاتها
أ)سعيد مهران=شاب مصري مثقف تحمل مسؤولية أسرته
منذ الصغر بعد وفاة والديه.يؤمن بمبادئ المساواة والكرامة والإنصاف التي تضهر من
خلال مواقفه وتصرافاته ومناصرته للمظلومين والكادحين ناضل من أجل تحقيق الإنتقام
من نبوية وعليش اللذان غدرا به وأدخلاه السجن ومن رؤوف الذي تنكر لمبادئ الحرية
الحزبية الإشتراكية النضالية يعاني من فراغ روحي وقلق وجودي وغربة وضياع صار هدف
حياته الإنتقام بسبب الحقد والكره اللذان اختلجاه فهو رمز للفقير المغتصب الحقوق
المناضل من أجل القيم.
ب)نبوية=زوجة سعيد السابقة وأم سناء أحبها بصدق وظل يحلم بالإستقرار
الدائم إلى جوارها مع ابنته سناء بعد خروجه من السجن ِلكنها تنكرت له وارتبطت
بعليش رمز الخيانة الزوجية طلبها للطلاق مستغلة وقوع سعيد في يد العدالة.
ج)سناء=موضوع الصراع بين الأب البيولوجي سعيد
مهران وزوج أمها المحتضن عليش تبلغ من السن ست سنوات ِلم تستطع التعرف على أبيها
لأنه سجن وهي في سن صغيرة ِبدت أثناء لقائها به خائفة مدعورة ومضطربة ِوهي رمز
للبراءة المغتصبة.
د)عليش=غريم سعيد مهران المستفيد من سجنه
والمستولي على زوجته وابنته وجميع ممتلكاته بعد أن كان أحد أتباعه من طباعه
التحايل الكبير والخوف على المصير والإنتهازية والوصولية ِيتخذ جميع الإحتياطات حتى لا ينال منه خصمه وهو
خير مثال على الخيانة الزوجية
.
ج)رؤوف علوان=طالب قروي مناضل يؤمن بالتغير له
قدرة على الثأثير بأسلوبه في محاوره وبعد إكماله دراسته تحول إلى صحفي ناجح وانتهز
الظروف السياسية الجديدة ليصعد سلم البرجوازية.تنكر لأصوله الكادحة ولطبقته.شغوف
بانتمائه الطبقي الأرسطقراطي في جميع مناحي حياته .اشتهر بتسوية الحقائق وتحريض
الرأي العام ضد سعيد بوصفه بالمجرم الخطير
.يرمز للبرجوازية القاسية على الفقر.
ذ)نور=امرأة تسكن وحدها قست عليها الظروف
والحياة .مستسلمة لرغبات الزبناء مغرمة بسعيد مهران وترغب في الزواج منه .وفرت له
الجمال والمسكن والطعام والجرائد والسيارة .ترمز للإباحية وانعدام الشرف والحياء
والقيم المفقودة.
ح)المعلم طرزان=صاحب مقهى صديق سعيد قدم له
مسدسا وأمده بمعلومات مهمة ساعدته على الإختفاء من أنظار الشرطة يرمز للصداقة
الصادقة والنضال.
خ) الشيخ علي الجندي=رجل زاهد ومتصوف له
انشغالات روحية بعيدة عن الواقع المعاش.يحاول تبرير الواقائع بالغيبيات لأنه مستفيد
من الوضع السياسي السائد.يدفع سعيد إلى الشعور بالإطمئنان النفسي يلجأ إليه دائما
وقت الشدة ويرمز للتصوف والفكر الديني يظهر لديه غموض.
ذ)المعلم بياضة=زميل سعيد وصديق وشريك
لعليش.خان صديقه الأول.وكاد أن يؤدي ثمن هذه الخيانة .وأثناء لقائه بسعيد الذي كان
يبحث عن المكان الجديد الدي استقر به عليش .يظهر خائفا وفزعا .
ولا تنحصر القوى الفاعلة في الشخصيات فقط بل
تشمل كذلك الأماكن التي تمتلث في المؤسسات والأفكار والقيم والمشاعر وكل ما يساهم
في سيرورة الأحداث .أما المؤسسات فقد تميزت بالتعدد والثأثير على الشخصيات ومنها
السجن باعتباره أول مكان يؤطر فضاء الرواية وأثناء تواجد سعيد به حصلت الخيانة
السبب الذي كان وراء الإنتقام .وتحققت أهداف الإنتهازيين والصحافة التي أثرث في
جهاز الشرطة والأي العام المنقسم إلى معارض أو مناصر لسعيد .والمدرسة والجامعة
التي شكلت نعمة لرؤوف علوان ونقمة لسعيد مهران وهي مصدر وعيد الشقي .ثم منزل نور.
ويلي المؤسسات الجمادات التي تميزت هي الأخرى بالتنوع بين الحارة والمقهى ومنزل
نور الذي يتميز بالظلام الحالك وفيه رؤوف علوان وقصره . وعمارة سكن الطلبة ورباط
الجنيدي .هذه الأخرة تركت أثارها قوية إن لم تكن ضعيفة في نفوس الشخصيات فهي محضن
الذكريات الحلوة والمرة التي ثم استرجاعها أحيانا . وومحاولة تنسيها كما هو الشأن
عند رؤوف وعليش المنتقل من منزل الأجر
خوفا على حياته من انتقام سعيد مهران . وأخيرا نجد القيم والمشاعر وقد تنوعت بين
القناعة والإستسلام للأمر الواقع ويمتلها علي الجنيدي . والإنحراف والخروج عن
القانون ويتجسد ذلك في نور والمتاجرين في
الممنوعات من دوي السوابق كطرزان وغيره ثم الرغبة في الغنى والثراء على حساب القيم
الأصلية بالإضافة إلى الإنتماء الطبقي . ويبرز ذلك جليا في التسلط الطبقي لرؤوف
علوان . في مقابل الإلتزام والإيمان الصادق بالعنف الثوري (الإشتراكية )المجسد في
شخصية سعيد مهران . أما عليش فيمثل أعلى درجات الإنتهازية فهو لم يكتف بسرقة أموال
الصديق بل استولى على زوجته وابنته وكل
ممتلكاته . مما جعل اهتمام مهران يتمركز حول الإنتقام من عليش ونبوية ثم علوان .
وهنا نجد الشخصيات التي عاشت أكبر قدر من المشاعر المتناقضة والمتضاربة والجارفة
هي شخصية سعيد مهران لأنه عاش خيانة مزدوجة الأولى اجتماعية من زوجته وعليش صديقه.
والثانية ايديولوجية ثقافية من طرف استاذه وموجهه رؤوف علوان هما جعلاه يحس
بالمهانة والذل والخزي والعار أمام أسرته وأصدقائه بل أكثر من ذلك في أعماقه
الذاتية صار يخجل من نفسه مما دفعه إلى اتخاذ قرار الإنتقام جميع من أسماهم بالخونة. ونظرا لمساهمة القوى
الفاعلة (مؤسسات كانت أم جمدات أو حيوانات أو قيم ومشاعر في تحريك أحداث القصة
لكونها حاملة حركة الفعل)فإنها تبقى مهمة في التحليل وقد جمعت بين هذه الأخيرة عدة
علاقات نجد أهمها في ما يلي علاقة سعيد
برؤوف علاقة عداوة ورغبة في الإنتقام وبعليش علاقة انتهازية واستغلال . وبنور
علاقة حب قديم وبالمعلم طرزان علاقة صداقة واتكال وبنبوية علاقة خيانة وبسناء
علاقة حنين وشوق . وبتوظيف النموذج العاملي نجد أن العامل الذات هو سعيد والعامل
الموضوع هو الإنتقام تنسأ بينهما علاقة رغبة . ثم العامل المرسل الشعور بالذل
والخزي بسبب تعرضه للخيانة وأما العامل المرسل إليه فهو المسدس وبينهما علاقة
إرسال. ونجد العامل المساعد وقد تعدد فتمثل في المعلم طرزان ونور والمسدس ومنزل
نور ....أما العامل المعارض فيتمثل في نور الشيخ الجنيدي ويعرض الناس من الرأي
العام ثم انتقال غريميه من مسكنهما وعلاقتهما صراعية . ثم البنى الثلاث العاملية
فنجد في الأولى (بنية تباين الرغبات)رغبة سعيد مهران في الإنتقام واسترجاع ابنته
ورغبة عليش ونبوية في النجاة من الإنتقام والمحافظة على حياتهما ورغبة رؤوف في تحريض الرأي العام ضد سعيد
وتشويه سمعته ثم رغبته في إخفاء سعيد ومساعدته على الإنتقام. ورغبة نور في الفوز
بقلب سعيد . ثم بنية صراع الرغبات حيث نجد
صراع رغبة سعيد في الإنتقام واسترجاع ابنته ورغبة عليش ونبوية في النجاة من
الإنتقام والمحافظة على حياتهما ورغبة
رؤوف في تحريض الرأي العام ضد سعيد وتشويه سمعته ثم رغبته في إخفاء سعيد ومساعدته
على الإنتقام. ورغبة نور في الفوز بقلب سعيد . ثم بنية صراع الرغبات حيث نجد صراع رغبة سعيد في الإنتقام ورغبة عليش
ونبوية في الهرب ورغبة رؤوف في تحريض الرأي العام وتزوير الحقائق والمبالغة ورغبة
نور في العيش مع سعيد والفوز بحبه.رغبة الشرطة في القبض على سعيد والشيخ الجنيدي
الذي يرغب في تبرير الواقع بالغيبيات نظرا
لطابعه الصوفي وأخيرا بنية تفسخ الرغبات
حيث نجد رغبة عليش ونبوية في النجاة من الإنتقام وتحققت رغبة رؤوف في تحريض الرأي
العام ضد سعيد كما تحققت رغبة المعلم طرزان ونور في مساعدة مهران .كما تحققت رغبة
الشيخ علي الجنيدي في تبرير الواقع بالغيبيات.وأخيرا تحقق رغبة الشرطة في القبض
على سعيد وهذه كانت أيضا رغبة عليش ونبوية و رؤوف علوان.
فاطمة حديق